للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الجوهري: زوج المرأة بعلها، وزوج الرجل امرأته. قال الله تعالى: ﴿اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ﴾ (١).

والرَّغد: الرزدق الواسع. ﴿حَيثُ شِئْتُمَا﴾ [البقرة: ٣٥] أي: كيف ومتى وأين شئتما.

واختلفوا في الشجرة على أقوال:

أحدها: أنها شجرة البُرِّ، وهي الحنطة، قاله ابن عباس (٢).

والثاني: شجرة الكافور، قاله علي .

والثالث: الكَرمة، قاله ابن مسعود، وابن عباس، وسعيد بن جبير، ومجاهد (٣)، وحكاه ابن سعد، عن جعدة بن هبيرة قال: ولذلك جعلت فتنةً لولده (٤).

والرّابع: التين، قاله عطاء والحسن ابن جريج (٥).

والخامس: النَّخلة، قاله أبو مالك (٦).

والسَّادس: حيُّ العلم (٧) -وقيل: إنما هي بكسر العين وفتح اللام- وهي الحنطة بلغة قيس. وهو الأصح، لأن الحنطة ملائمة لجميع بني آدم. وقد نصَّ على أنها الحنطة عامَّة العلماء.

وقال وهب: هي شجرة الخلد. وهو وهم لأنَّ الله سمّاها بذلك، وإنما الكلام في جنسها (٨).

فإن قيل: فلِمَ خصَّ الشجرة المشار إليها بالنهي؟ فالجواب: لأنَّ لها ثُقْلًا، والجنَّة


(١) "الصحاح": (زوج).
(٢) انظر "تفسير الطبري" ١/ ٢٣٢.
(٣) انظر "تفسير" ابن أبي حاتم ١/ ١٢٦، و"تفسير" الطبري ١/ ٢٣٢.
(٤) "الطبقات الكبرى" ١/ ٣٤.
(٥) انظر "تفسير" ابن أبي حاتم ١/ ١٢٧، و"زاد المسير" ١/ ٦٦.
(٦) أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" ١/ ١٢٧، وانظر "زاد المسير" ١/ ٦٦.
(٧) كذا هي في (ل)، وفي "المعتمد في الأدوية المفردة" ص ١١٤: حي العالم: سمي بهذا الاسم لأنه لا يطرح ورقه في وقت من الأوقات، وهو نبات له قضبان طولها نحو من ذراع وأكثر في غلظ الإبهام، فيها شيء من رطوبة تدبق باليد وهي غضة.
(٨) انظر "زاد المسير" ١/ ٦٦.