للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أَلا مَنْ مُبْلِغ [عني] زيادًا … فنِعْمَ أَخو الخليفةِ والأَميرُ

فأَنْتَ أَميرُ مَعْدَلةٍ وصِدقٍ … وحَزْمٍ حين تحضرك الأُمورُ

أَخوك خليفةُ الله ابنُ حربٍ … وأَنْتَ وزير، نعم الوزيرُ

بأمرِ اللهِ منصورٌ مُعانٌ … إذا جارَ الرعيَّةُ لا تجورُ

يَدرُّ على يديكَ لِما أرادوا … من الدنيا لهم حَلَبٌ غزيرُ

وتَقْسِمُ بالسواءِ فلا غَنيٌّ … لضَيمٍ يشتكيك ولا فَقيرُ

وكُنْتَ حَيًّا وجئتَ على زمانٍ … خبيثٍ ظاهرٌ فيه شُرورُ

تَقاسمتِ الرجالُ به هَواها … فما تُخفي ضغائنَها الصُّدورُ

فخاف الحاضرون وكلُّ بادٍ … يُقيم على المخافةِ أو يَسيرُ

فلمَّا قامَ سيفُ اللهِ فيهم … زيادٌ، قامَ أبلجُ مُسْتنيرُ

قويٌّ لا مِنَ الحَدَثانِ غِرٌّ … ولا جَرحٌ (١) ولا فانٍ كبيرُ

وقال عمر بن شَبَّة (٢): واستعانَ زياد بعدَّةٍ من الصحابةِ على أُموره، منهم عمران بنُ الحُصَين، فولَّاه قضاءَ البصرة، والحَكَمُ بنُ عَمرو الغِفاريّ؛ ولاه خُراسان، وسَمُرة بنُ جُنْدُب، وأَنس بنُ مالكٍ، وعبد الرحمن بن سَمُرة. واستعفاه عمران بن الحُصَين عن القضاء، فأَعفاه، واستقضى عبد الله بنَ فَضالة الليثي، ثم أخاه عاصم بن فَضالة، ثم زُرارة بن أَوفى الحَرَشيّ، وكانت أُختُه لبابةُ تحت زياد.

وزيادٌ أَوَّلُ من مَشَى الناسُ بين يديه بالبصرة بالحِرابِ والعُمُد، وكان حرسُه لا يُفارِقون المسجدَ.

وقال زيادٌ يومًا لحاجبه: ادعُ لي الحَكَم -وهو يريد الحكمَ بنَ أبي العاص الثقفي- فرأى الحاجبُ الحكمَ بنَ عمرو الغِفاريَّ على الباب، فأَدخلَه، فقال زياد: هذا رجلٌ له شرف وصحبة مع رسول الله . فعقد له على خُراسان، ثم قال له: ما أردتُكَ ولكنَّ الله تعالى أرادَكَ.


(١) في (خ): ضَرِع، والمثبت من "تاريخ" الطبري ٥/ ٢٢٤.
(٢) المصدر السابق ٥/ ٢٢٤.