للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذكره ابن عبد البَرِّ وقال: كان من فرسانِ قريش، إلَّا أَنَّه كان منحرفًا عن عليّ بن أبي طالب وبني هاشم، فخالفه أخوه المُهاجرُ بن خالد، فكان يُحِبُّ عليًّا وبني هاشم.

قال ابن عبد البَرِّ (١): ولَمَّا أراد معاويةُ البيعةَ لابنه يزيد خطب الناسَ فقال: يا أهل الشام قد كَبِرَتْ سِنِّي، وقَرُبَ أجلي، وقد أرَدْتُ أن أعقدَ لرجلٍ يكون نِظامًا لكم، فاختاروا لأنفُسِكم، فإِنَّما أنا رجلٌ منكم.

فاختاروا عبد الرحمن، فَشقَّ ذلك على معاوية، وأسمرَّها في نَفْسِه، فدَسَّ إليه طبيبًا، فسقاه السُّمَّ، فمات.

ذكر وفاته:

اتفقوا على أن معاويةَ دسَّ إليه من سقاه سُمًّا فهلك، كابن عبد البَرِّ وأبي أحمد الحاكم، وهشام، والواقدي، والطبري، وحكاه جَدِّي في "المنتظم"، وحكاه ابن عبد البَرّ عن أشياخه، دخل حديثُ بعضهم في حديث بعض؛ قالوا (٢):

كان عبد الرحمن بن خالد قد عَظُمَ شأنُه بالشام ومال إليه الناسُ، لِما كان عندهم من آثار أبيه ولغَنائه عن المسلمين في الجهاد، ورياسته وفَضلِه وكرمِه، وشجاعتِه وهَدْيِه وسَمْتِه ودينِه، فخافَه معاويةُ، فأمر ابنَ أُثال أن يحتال في قَتْله، وضَمِنَ له إنْ هو فَعَلَ ذلك أن يضع عنه خَراجَه ما عاش، وأن يولِّيَه جِبايةَ خراج حمص. فلما قَدِم عبد الرحمن من الروم ونزل حِمْص؛ دسَّ إليه ابنُ أُثال شَربَةً مسمومةً مع بَعْضِ مماليكه، فشربها، فمات بحمص.

قال الطبري (٣): فوفَّى معاويةُ لابن أُثال بما ضَمِنَ له، وولَّاه خَراج حمص، ووضع عنه خَراجَه.


(١) في "الاستيعاب" ص ٤٥٠، وما قبله فيه أيضًا.
(٢) ينظر "أنساب الأشراف" ٨/ ٣٢٢، و"تاريخ" الطبري ٥/ ٢٢٧، و"الاستيعاب" ص ٤٥٠. و"المنتظم" ٥/ ٢١٧.
(٣) في "تاريخه" ٥/ ٢٢٧.