للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: والإقْرافُ من قِبَلِ الأبِ. ثم ذكر وقال:

العَبْدُ والهَجِينُ والفَلَنْقَسُ

قال أبو عُبيد: والفَلَنْقَسُ: الذي أبوه مولًى وأُمُّه عربية (١)، والهَجين: الذي أبوه عتيقٌ وأُمُّه مولاة، والمُقْرِف: الذي أبوه مولًى وأُمُّه ليست كذلك.

وناطه ينوطه نَوْطًا، أي: علَّقَهُ.

وقال ابن سعد (٢): حدَّثنا عبد الله بن مَسْلَمةَ بن قعنب الحارثي، عن إياس السُّلَمي، عن ابن بُريدة، أن جبريل أعانَ حسَّان بنَ ثابت على مِدْحتِه رسول الله صلى الله عليه بسبعين بيتًا.

وروى ابن سعد أنَّ حسانَ بنَ ثابت قال لأبي هُريرة: أَنشدُكَ الله، هل سَمِعْتَ رسول الله يقول: "اللهم أيِّد حسَّانًا بروحِ القُدُسِ؟ ". قال: نعم. وقد ذكرنا أنَّه في الصحيح، وذكرنا أنَّ عمر بن الخطاب مرَّ بالمسجد وحسان يُنْشِدُ، فلحظه بعينه، فقال له حسان: قد كنتُ أُنشِدُ فيه، وفيه مَنْ هو خَيرٌ منك. فسكت عمر، والتفتَ حسَّانُ إلى أبي هريرة فقال له، وذكر الحديث. وسنذكره (٣).

وقال أبو عُبيدة: فضَلَ حسَّانُ بثلاث: كان شاعرَ الأنصار في الجاهلية، وشاعرَ رسول الله في الإسلامِ، وشاعِرَ اليمن كلِّها [في الإسلام] (٤).

قال: وقيل له: كان شِعْرُك في الجاهلية أقوى من الإسلام فقد هَرِم شِعْرُكَ. فقال: ما هَرِمَ، وإنَّما الإسلامُ يمنعُ من الكذب، والشعر لا يُزَيِّنُهُ إلا الكذب.

وقال أبو عبيدة: كان حسان جبانًا، وقيل: إنَّما حدثَ له الجُبْنُ لَمَّا ضَرَبه صفوان بنُ المعطِّلِ بالسيف، ولو كان جبانًا لَهُجيَ بالجُبْن.


(١) في (خ): مولاة، وهو خطأ، والتصويب من "الصحاح" (فلقس).
(٢) في "الطبقات" ٤/ ٣٢٦.
(٣) طبقات ابن سعد ٤/ ٣٢٦، والحديث في "صحيح" البخاري (٣٢١٢)، و"صحيح" مسلم (٢٤٨٥)، وسلفت الإشارة إليه أول هذه الفقرة.
(٤) الاستيعاب، وما بين حاصرتين منه.