للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحديث الأول:

قال أحمد: حدَّثنا يحيى بن سعيد بإسناده عن ابن المسيِّب أخبره (١) أنَّ أُمَّ شريك أخبرته، أنَّها استأمرت النبيَّ في قتل الوَزَغات (٢)، فأمرها بِقَتْلها. أخرجاه في الصحيحين (٣).

والحديث الثاني:

أخرجه أحمد ومسلم أيضًا عن أُمِّ شريك قالت: قال رسول الله (٤): "لَيَفِرَّنَّ الناسُ من الدجَّال في الجبال " فقُلتُ: فأين العربُ يومئذ؟ قال: "هم قليل" (٥).

وأخرج ابن سعد هذين الحديثين في "الطبقات" عن أُمُّ شريك، ولفظ الأوَّل: أمرَ رسولُ الله صلى الله عليه بقَتْلِ الوَزَغات (٦).

وقال ابنُ سعدٍ بإسناده عن يحيى بن سعيد قال (٧): هاجرت أُمُّ شريك الدَّوْسِيةُ، فصحبت يهوديًّا في الطريق، فأمست صائمةً، فقال اليهوديّ لامرأتِه: لئن سَقَيتِها، لأَفْعَلَنَّ. فباتت كذلك حتى كان في آخِرِ الليل إذا على صَدْرِها دَلْوٌ موضوع، فشربت.

قلت: وليس في الصحابيات من اسمُها غَزِيّةُ سوى امرأتين؛ إحداهما صاحبةُ هذه الترجمة، وفي فتح الغين وضمِّها لُغتان.

وغَزِيَّةُ بنت سعد بن خليفة مُطَلَّقةُ عمرو بن حَزْم، أنصارية. وهذه بفتح الغين لا غير.

ويقال لها: الغُمَيصاء. كذا ذكر جدّي في "التلقيح" (٨).


(١) قوله: أخبره، ليس لها معنى هنا، لأن المصنّف (أو المختصر) حذف الإسناد، فالضمير في الكلمة يعود على عبد الحميد بن جُبير بن شيبة الراوي عن ابن المسيب، ولم يرد ذكرُه هنا. والحديث في "المسند" (٢٧٣٦٥).
(٢) في "المسند": الوزْغان (جمع وَزَغة، وهو سامُّ أبرص، أبو بُريص).
(٣) صحيح البخاري (٣٣٠٧)، وصحيح مسلم (٢٢٣٧).
(٤) من هذا الموضع تُضاف نسخة المجمع العلمي، ورمزُها بـ (ب).
(٥) مسند أحمد (٢٧٦٢٠)، وصحيح مسلم (٢٩٤٥).
(٦) طبقات ابن سعد ١٠/ ١٥١، وفيه: الوزغان.
(٧) المصدر السابق.
(٨) لا يقال لغزيّة بنت سعد هذه: الغُميصاء، وليست بمطلَّقة عمرو بن حزم، وقد أورد ابنُ الجوزي الاسمين في "التلقيح" ص ٣٤٠ متتابعين، فوهم المصنف وجعلهما واحدًا. وانظر التعليق التالي.