للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي رواية: فكانت تلِد عبد الله وعبد الرحمن فيموتون، فسمَّته عبد الحارث فعاش (١).

وقد أخرج أحمد بن حنبل في "المسند" معنى هذا فقال: حدَّثنا عبد الصمد بإسناده عن سَمُرة بن جُندُب قال: قال رسول الله : "كانت حوَّاءُ لا يَعيشُ لها وَلَدٌ فَطافَ بها إِبلِيسُ فقال: سمِّيهِ عبدَ الحارِثِ فإنَه يَعيشُ، فَسمَّتهُ فعاشَ، وكَانَ ذلك وَحْيًا من الشَّيطانِ ومِن أَمرِهِ" (٢).

وذكر الربيع بن أنس عن ابن عباس قال: أوَّلُ ولدٍ ولدته سمَّته عبد الله، ثم عبد الرحمن، ثم صالحًا ثم سمَّت الثالث أو الرَّابع عبد الحارث، فقال الله تعالى: ﴿فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا﴾ [الأعراف: ١٩٠] أي: حظًّا ونصيبًا في التَّسمية لا في العبادة، لا أنَّ الحارث ربُّهما، وإنَّما أنه سبب لنجاة الولد (٣). وقد يسمَّى الرجل عبد فلان على وجه التواضع.

وروي عن ابن عباس موقوفًا عليه ومرفوعًا قال: "خدعها إبليس مرَّتين، مرةً في الجنَّة، ومرَّة في الأرض" (٤).

وقال الواقدي: أوَّلُ ولد ولدته قابيل وتوأمته إقليما، وآخِرُ ولد ولدته عبد المغيث وتوأمته أمة المغيث.

وقال مجاهد: اسم قابيل في التوراة: قابين وقاين وقين.

وذكر ابن إسحاق، عن بعض أهل الكتاب: أنَّ حوَّاء حملت في الجنَّة بقاين وهو قابيل وبتوأمته إقليما، فلم تجد عليهما وحمًا ولا وصبًا. ولما وضعتهما لم تر معهما دمًا لطهر الجنة، فلمَّا نزلت إلى الأرض حملت بهابيل وتوأمته ليوذا (٥)، فوجدت الوحم والدَّم.


(١) أخرجه الطبري في "تاريخه" ١/ ١٤٨ - ١٤٩.
(٢) أخرجه أحمد في "مسنده" (٢٠١١٧).
(٣) انظر "المنتظم" ١/ ٢١٧.
(٤) لم نقف عليه من حديث ابن عباس ، وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (٨٦٦٤) من حديث عبد الرحمن بن زيد بن أسلم مرفوعًا.
(٥) في (ب): لبوذا، وسترد كذلك، وفي عرائس المجالس ٤٥: لبودا، والمثبت من (ل)، والخبر أخرجه الطبري في "تاريخه" ١/ ١٣٩، وانظر "المنتظم" ١/ ٢١٩.