للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذكر ابنُ سعد عبدَ الرحمن بن سعيد في الطبقةِ الأولى من التابعين من أهل المدينة وقال (١): وكان ثِقةً قليلَ الحديث. ولم يذكر تاريخ وفاته، بل قال: تولَّى غَسْلَه عبدُ الله بنُ عمر بنِ الخطاب.

وقال الهيثم: وكان لعبد الله الأكبر بن سعيد ولدٌ اسمُه محمد بن عبد الله بن سعيد وكان شاعرًا، وهو القائلُ ليزيد بن معاوية يوم الحرَّة:

لستَ مِنَّا وليس خالُكَ مِنَّا … يا مُضِيعَ الصلاةِ للشَّهواتِ (٢)

وأمَّا عاتكةُ فهي التي كانت مباركةً على الأزواج، وقد ذكرناها.

وقال الزبير: وكانتْ لسعيد بنتٌ عند الحسين بن حسن بن عليٍّ ، وأُخرى عند المُنْذِر بن الزُّبير بن العوَّام.

أسند سعيد بن زيد عن رسول الله صلى الله عليه أحاديث. واختلفوا فيها، فقال قوف روى ثمانية وأربعين حديثًا. وقال ابنُ البر في: بضعةَ عشرَ حديثًا. وقال أبو نُعيم: سبعةَ عشر (٣).

وأخرج له أحمد أحد عشرَ، أُخرجَ له في الصحيحين ثلاثةُ أحاديث، اتَّفقا على حديثين، والثالث للبخاري (٤).

ومن مسانيده حديث العشرة المبشَّرين، وله طُرق:

الطريق الأوَّل:

قال أحمد (٥): حدثنا يحيى بن سعيد، عن صَدَقة بن المُثنّى، عن رِياح بن الحارث أنَّ المغيرة بنَ شعبة كان في المسجد الأكبر، وعنده أهلُ الكوفة عن يمينه وعن يساره، فجاء رجلٌ يُدعى [سعيد بن] زيد فحيَّاه المغيرة، وأجلسه عند رجليه على السرير، فجاء رجلٌ من أهلِ الكوفة، فاستقبل المغيرةَ، فسبَّ وسبَّ. قال: مَنْ يسبُّ هذا يا مُغيرةُ؟


(١) الطبقات ٧/ ٥٥.
(٢) نسب ابن كثير البيت في "البداية والنهاية" ١١/ ٦٤٧ لعبد الرحمن بن سعيد بن زيد. وذكره البلاذري في "أنساب الأشراف" ٤/ ٣٦١ ضمن مجموعة أبيات ونسبها لموسى شهوات.
(٣) تلقيح فهوم أهل الأثر ص ٣٦٥ - ٣٦٦.
(٤) ينظر "تلقيح فهوم أهل الأثر" ص ٣٩٢.
(٥) مسند أحمد (١٦٢٩) وما سيرد بين حاصرتين منه.