كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان

السنة الثالثة والخمسون - زياد بن أبيه - ج: 7 - ص: 310

وقال الشعبيّ: تشبَّه زياد بعمرَ بنِ الخطَّاب، فأفرط (١)، وتشئه الحجَّاج بزياد، فأهلكَ الناسَ.

وقال الأصمعي: يقال: إن الدُّهاةَ أربعة: معاوية للرَّويّة، وعَمرو بن العاص للبديهة، والمغيرة بنُ شعبة للمُعضِلَة (٢)، وزياد لكلّ كبيرة وصغيرة.

[وقال ابن سعد:] روى زياد عن عمر بن الخطاب رضوان الله عليه، ورُويت عنه أحاديث (٣).

وقال ابنُ عساكر: روى عنه ابنُ سيرين (٤)، وقَبِيصَة بن جابر، وعبد الملك بن عُمير، والشَّعبيّ، وأبو عثمان (٥) النَّهدي، وغيرهم.

ذكر أولاده [وما رُثِيَ به]:

[قال علماء السِّيَر:] كان له أربعون ولدًا ذكورًا وإناثًا:

فالذُّكور: عبد الرحمن، والمغيرة، ومحمد، وأبو سفيان؛ أُمُّهم مُعاذة من بني عقيل.

وعبد الله، وعُبيد الله، وأمُّ عبد الله؛ أُمُّهم مَرْجانة. وسَلْم، وعثمان، وقتادة، والربيع، وأبو عُبيدة، ويزيد، وعَنْبَسة، وعمرو، والغُصن، وعُتْبة، وأبان، وجعفر، وإبراهيم، وعبَّاد، وسعيد (٦).

وكان زياد قد بعثَ إلى سعيد بن العاص بمال كثير وطِيب، وخطبَ ابنتَه، ففرَّقَه سعيد على جلسائه، ولم يُبق منه شيئًا، ثم كتبَ في أسفل كتاب زياد: ﴿كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (٦) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى﴾ فقال له الرسول لما فرَّق المال والهدايا: إنها كثيرة! فقال سعيد: أنا أكثرُ منها (٧).

---

(١) في (ب) و (خ): فأفرطه، والمثبت من (م)، وهو كذلك في "العقد الفريد" ٥/ ٧.
(٢) في (ب) و (خ): الرويَّة … البديهة … المعضلة، والمثبت من "العقد الفريد" ٥/ ٧ ولم يرد الخبر في (م).
(٣) طبقات ابن سعد ٩/ ٩٩. وما بين حاصرتين من (م).
(٤) في النسخ (ب) و (خ) و (م): روى عن ابن عمر وابنِ سيرين … وهو خطأ، والمثبت من ابن عساكر ٦/ ٤٨٢ (مصورة دار البشير). وينظر "السير" ٣/ ٤٩٤.
(٥) في النسخ: وأبي عثمان (تبعًا للسياق المذكور آنفًا) والمثبت من "تاريخ دمشق".
(٦) المعارف ص ٣٤٦ - ٣٤٧، وأنساب الأشراف ٤/ ٤١٠ - ٤١١، وليس فيهما ذكر قتادة من أولاد زياد.
(٧) تاريخ دمشق ٧/ ٢٦٦ - ٢٦٧ (ترجمة سعيد بن العاص)، وفيه: الله أكبر منهم.