للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلم يزل سَلْم على خُراسان حتى مات يزيدُ بنُ معاوية، فقَدِمَ البصرة، ثم قَدِمَ مكة وبها عبدُ الله بنُ الزبير، فحبَسه، وأغرمَه أربعةَ آلافِ ألفِ درهم، ثم لحق بعبد الملك بنِ مروان، فولاه خُراسان، فقدم البصرة، فمات بها (١)، وله عَقِب.

وفيه يقول ابنُ عَرَادة:

عَتِبْتُ على سَلْمٍ فلما هجرتُهُ … وصاحَبْتُ أقوامًا بَكَيتُ على سَلْمِ (٢)

وأمَّا عبَّاد بن زياد؛ فكنيتُه أبو حَرْب أيضًا، وولاه معاويةُ سِجِسْتان تسع سنين، وله عَقِب بالشام والبصرة، وكان يُسابق بالخيل، وفيه يقول ابنُ مُفَرِّغ (٣):

سبقَ عبَّادٌ وصَلَّتْ لحيتُهْ (٤)

ومات بِجَرُود من أرض الشام سنة مئة (٥).

وأما الرَّبيع بنُ زياد؛ فكان أعرج، وله عقب بالبصرة.

وأما أبو عُبيدة بن زباد؛ فولاه أخوه سَلْم كابُل، فأسَرَتْه التُّرك، ففداه سَلْم بسبع مئة ألف درهم [وله عقب].

وأما يزيد بنُ زياد؛ فولَّاه أخوه سَلْم سِجِسْتان، فقتلَتْه الترك، ولا عَقِبَ له.

وأما عَنْبَسَة بن زياد؛ فمات في الطاعون الجارف بطريق مكة، ولا عقب له.

وأمَّا عُتْبَة؛ فله عقب بالبصرة.


(١) ما بين حاصرتين من (ب)، وسياق الكلام في "أنساب الأشراف" ٤/ ٤١٢. فلحق بعبد الملك بن مروان، فكتب إليه عهده على خراسان، فقدم البصرة، فمات بها.
(٢) تاريخ دمشق ٧/ ٥٢٢ (مخطوط دار البشير).
(٣) في النسختين (ب) و (م): أبو مفرغ، وهو خطأ.
(٤) وبعده: وكان خرَّازًا تَجُورُ فَرْيَتُهْ، كما في "الشعر والشعراء" ١/ ٣٦٠، وتمثل بالرَّجَز عبدُ الملك بنُ مروان حين أجرى الخيلَ وسبق عبَّادٌ، كما في "تاريخ دمشق" ص ٦٠ (طبعة مجمع دمشق ترجمة عباد- جزء بدون رقم) وفيه: تجودُ قِرْبَتُهْ. وقوله: صَلَّتْ أي: تَلَتْ، من قولهم: صلَّى الفرس، أي: كان الثاني في السباق. وينظر "المعارف" ص ٣٤٨.
(٥) جَرُود من إقليم معلُولا من أعمال غوطة دمشق. معجم البلدان ٢/ ١٣٠.