للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والثاني: أنَّ الله رماه بحجر من السَّماء فقتله، قاله مجاهد.

والثالث: أن جماعة من أهل عدن قتلوه ولم يعرفوه.

والرابع: أنه علقت إحدى رجليه بساقها إلى فخذه ووجهه في الشمس حيث ما دار دارت، وعليه في الصَّيف حظيرة من نار، وفي الشِّتاء حظيرة من ثلج إلى يوم القيامة، رواه ابن جريج عن مجاهد (١).

والخامس: أنه معلق بين السماء والأرض يعذب بأنواع العذاب.

والسادس: أنَّه معلَّق على جبل بالهند يصيح: العطش، ولا يسقى إلى يوم القيامة، قاله الربيع بن أنس.

والسابع: أنَّه عُلِّق برجليه ثمانين سنة، ثم خسف الله به، فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة.

وقال عبد الله بن عمرو بن العاص: إنَّا لنجد في الكتب أنَّ ابن آدم القاتل يقاسم أهل النار شطرَ عذابهم قسمة صحيحة (٢)، أشار إلى قوله : "لا تُقتَلُ نفسٌ ظُلمًا إلَّا كَانَ على ابنِ آدم كِفلٌ مِنها … " الحديث (٣).

وقال سالم بن أبي الجعد: مكتوب في التوراة: قال الله: ليذهبْ قابيل طريدًا شريدًا مذمومًا مرعوبًا. فذهب وبيده أخته إقليما، فوصل إلى عدن، فأتاه إبليس فقال: إنّما أكلت النَّار قربان أخيك لأنه كان يعبدها ويخدمها، فانصب لها بيتًا واعبدها فيه أنت وولدك، ففعل، فهو أوَّل من عبد النَّار في الأرض (٤).

ولم يبق لهما نسل، أمَّا القاتل فهلك نسله بالطوفان، وأمَّا المقتول فلم يعقب. وإنَّما الناس كلهم من شيث، فإنه ولد بعد قتل هابيل لما نذكر.


(١) انظر "التبصرة" ١/ ٣٦.
(٢) أخرجه الطبري في "تفسيره" ٦/ ١٩٤، وانظر "التبصرة" ١/ ٣٦.
(٣) سلف قريبًا.
(٤) انظر "التبصرة" ١/ ٤٨، و"المنتظم" ١/ ٢٢٩.