للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المئة ألفِ سيف سيفًا يُعرفُ [به] المؤمنُ من الكافر، فإذا ضربتُ به الكافرَ قطع، وإذا ضربتُ به المؤمنَ لم يقطع. فانصرفَ هاشم إلى عليِّ بن أبي طالب رضوان الله عليه، فشهدَ معه صفِّين (١).

واعتزلَ سعدٌ الناسَ بعد قتل عثمان ، فنزل بالعقيق [بمكان يقال له: قَلَهيَّا] (٢) واحتفرَ بئرًا فأعذب ماؤها (٣)، وقال لأهله: لا تخبروني بشيء حتى يجتمع الناس على إمام.

[وهل شهد التحكيم؟ فيه قولان، وقد ذكرناه هناك] (٤).

ذكر وفاته رضوان الله عليه:

[حكى ابن إسحاق عن أشياخه قالوا:] كان له جُبَّةٌ قد لَقِيَ المشركين فيها يوم بدر وأُحُد (٥)، فأَوْصى أنْ يُكَفَّنَ فيها وقال: إنَّما كنتُ أدَّخِرُها لمثل هذا اليوم (٦).

وقالت عائشة بنت سعد (٧): مات أبي بالعقيق في قصره على عَشَرَة أميال من المدينة، فحُمل على أعناق الرجال إلى البقيع، وصلَّى عليه مروان، وهو والي المدينة يومئذٍ، وذلك في سنة خمس وخمسين، وكان يومَ مات [ابن] بضع وسبعين سنة.

قال الواقدي: وهذا أثبتُ ما روينا في وفاته.


(١) بنحوه في "تاريخ دمشق" ٧/ ١٣٦ (مصورة دار البشير).
(٢) ويقال أيضًا: قَلَهِّي، بتشديد الهاء المكسورة كما في "معجم البلدان"، ويقال أيضًا: قِلِّهى؛ بكسر القاف واللام المشدَّدة وفتح الهاء كما في "القاموس". والخبر في "تاريخ دمشق" ٧/ ١٣٥ - ١٣٦ (مصورة دار البشير). وتحرَّف لفظ "قَلهيَّا" في (م) -والكلام ما بين حاصرتين منها- إلى: قلهقا.
(٣) كذا في النسخ الثلاث، ولم ترد كلمة "ماؤها" في "تاريخ دمشق". ولعل صواب العبارة: فأعذبَ ماءَها، أي: جعلَه عذبا، وذلك بنزع ما فيه من قَذًى.
(٤) ما بين حاصرتين من (م).
(٥) في المصادر المذكورة (في التعليق بعده): "يوم بدر". ليس فيها ذكر أحد.
(٦) المعجم الكبير للطبراني (٣١٦)، والمستدرك ٣/ ٤٩٦، وتاريخ دمشق ٧/ ١٧٥ - ١٧٦. والخبر فيها عن ابن شهاب الزهريّ، وفيها: لهذا اليوم.
(٧) في (م): واختلفوا في وفاته، فحكى ابن سعد عن الواقدي بإسناده عن عائشة بنت سعد قالت … والكلام في "طبقات" ابن سعد ٣/ ١٣٧.