للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال: لو أنبأتُكم بكلِّ ما أعلمُ لَرَماني الناس بالخَزَق، وقالوا: أبو هريرة مجنون (١).

وقال لبُنَيَّةٍ له تركبُ على ظهره: لا أُحلِّيك بالذهب، إني أخافُ عليكِ من اللهب (٢).

[وفي رواية: أنه رأى على ابنته الذهب، فقال ذلك.

وقال ابن سعد: كان مروان يستخلف أبا هريرة على المدينة إذا حجَّ أو غاب.

وقال الهيثم: أطال مروان القيلولة (٣) في يوم جمعة، فلما صعد المنبر ناداه أبو هريرة: يا مروان، تظل عند ابنة فلان، تُرَوِّحُك بالمراوح، وتسقيك الماء البارد، والحرُّ يصهر أبناء المهاجرين والأنصار! لقد هممتُ أن أفعل بك وأفعل].

وكان يركبُ الحمار بإكاف، ورَسَنُه من ليف، ويحتطب عليه، ويعبُرُ في السوق وهو أمير المدينة .

[وأخرج البخاري عنه قال (٤): قسمَ رسولُ الله يومًا بين أصحابه تمرًا، فأعطى كلَّ إنسان سَبْعَ تمرات، وأعطاني كذلك؛ إحداهنَّ حَشَفَة، فلم يكن تمرةٌ أعجبَ إليَّ منها شدَّت في مَضاغي به. أي: ملأَتْ شِدْقي وما أتمضَّغ به].

ذكر وفاته:

حكى أبو نُعيم أنه بكى في مرضه، فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: أما إني واللهِ ما أبكي على دنياكم هذه، ولكن أبكي على بعد سفري وقلَّة زادي، وإني قد أصبحتُ في صعود يهبط إما على جنة أو نار، ولا أدري أيُّهما يؤخذ بي (٥).

[في رواية: بعد المسافة، وقلَّة الزاد].


(١) طبقات ابن سعد ٥/ ٢٣٦، وتاريخ دمشق ١٩/ ٢٢٨ (مصورة دار البشير) ولم يرد الخبر في (م).
(٢) طبقات ابن سعد ٥/ ٢٤٥، ونُسب الخبر في (م) إليه.
(٣) في (م) (والكلام منها): القيلولية (؟).
(٤) صحيح البخاري (٥٤١١). والكلام بين حاصرتين من (م).
(٥) طبقات ابن سعد ٥/ ٢٥٦، وحلية الأولياء ١/ ٣٨٣ وتاريخ دمشق ١٩/ ٢٥١.