للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي أيامه كان حفر الوَقَبَى التي ذكرها أبو الغُول الطُّهَويّ في الحماسة [في] قوله:

هُمُ مَنَعُوا حِمَى الوَقَبَى بضَرْبٍ … يُؤَلِّفُ بين أشتاتِ المَنُونِ (١)

وكان عبدُ الله بن عامر استعمل بِشْر بن حَزْن بن كهف المازنيَّ على الأحماء التي منها الوَقَبَى، فحفر هو وأخوه خُفاف (٢) بن حَزْن رَكِيَّتَين: ذات القصر، والجَوْفاء، فظهر منهما ماءٌ عَذْب، فخافا أن يغلبَهما عليهما ابنُ عامر، فَدَفَنَاهما وهربا منه، وجرت خطوبٌ وحروبٌ، ونزلها بنو تميم، ثم أزاحوهم عنها، فصارت لبني مازن (٣).

وفتح ابن عامر فتوحًا كثيرة.

وقال علي وقد انتهى إلى حَلْقةٍ بالمسجد وهم يتذاكرون صِلاتِ (٤) ابن عامر، فقال علي . هو سيِّد فتيان قريش غيرَ مُدافَع، [وتكلمت الأنصار] فقالت (٥): أَبت الطُّلقاءُ إلا عداوةً. فبلغ ذلك عثمانَ رضوان الله عليه، فقال له: قِ عرضَك ودارِ الأنصار (٦)، فألسنتُهم ما قد علمتَ. فبعثَ إليهم بالصِّلات والكِساء، فأَثْنَوْا عليه.

ولما استُعتِبَ عثمانُ رضوان الله عليه من عُمَّالِه كان فيما شرطوا عليه أن يُقِرَّ ابنَ عامر على البصرة لتحبُّبِه إليهم، وصِلَتِه هذا الحيَّ من قريش.

فلما نَشِبَ (٧) الناسُ في أمر عثمان دعا ابنُ عامرٍ مجاشِعَ بنَ مسعود، فعقد له على جيش إلى (٨) عثمان رضوان الله عليه، فساروا حتى إذا كانوا بأداني بلادِ الحجاز؛


= به إلى موضع الجبل، والذي وليَ حفره لزياد عبدُ الرحمن بن أبي بكرة، وهو يومئذ ابن ست عشرة سنة. اهـ. والأُبلة: بلدة على شاطئ دجلة، وهي أقدم من البصرة، لأن البصرة مصِّرت في أيام عمر بن الخطاب . ينظر "معجم البلدان" ١/ ٧٧.
(١) ينظر "شرح ديوان الحماسة" للتبريزي ١/ ١٦. قال: الحِمَى: المكان الممنوع، وهو موضع الماء والكلأ. اهـ والوَقَبَى: موضع بقرب البصرة.
(٢) في (ب): حناد، وفي (خ): حفاد، والمثبت من "شرح ديوان الحماسة" ١/ ١٨.
(٣) ينظر "شرح ديوان الحماسة" ١/ ١٨. والكلام ليس في (م).
(٤) تحرفت في (ب) و (خ) إلى: خلاف.
(٥) في (ب) و (خ): فقال، وهو خطأ. وما سلف بين حاصرتين من (ب)، والخبر في "طبقات" ابن سعد ٧/ ٥١، و"مختصر تاريخ دمشق" ١٢/ ٢٨٦.
(٦) في (ب) و (خ). في عرضك وداري الأنصار، والمثبت من المصدرين السابقين، وهو الجادة.
(٧) كذا في (خ) و"طبقات" ابن سعد ٧/ ٥٢. وفي (ب): تشعّب. وفي "مختصر تاريخ دمشق" ١٢/ ٢٨٧: شتت.
(٨) في (ب) و (خ): آل، بدل: إلى. والمثبت من المصدرين السابقين. والخبر ليس في (م).