للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واكتبْ إليَّ بكلِّ ما يحدُثُ من خبر إن شاء الله (١). فقد ابتُلِيَ بالحسين زمانُك من بين الأزمان، وبلدُك من بين البلدان، وابتُلتَ به بين العمال، وإنما أنتَ أَحَدُ أعضاءِ ابنِ عمك، فاحْرِصْ أن تكون كلَّها (٢)، وعندها تُعتقُ أو تعودُ عبدًا. والسلام (٣).

وكان مخرجُ مسلم بن عَقِيل يوم الثلاثاء (٤) لثمانِ ليالٍ مضَينَ من ذي الحجَّة سنة ستين، ويقال: يوم الأربعاء يوم عرفة بعد (٥) مخرجِ الحسين من مكة إلى العراق بيوم.

ولما خرج مسلم بن عَقِيل؛ خرج معه المختارُ بن أبي عُبيد، وعبدُ الله بن الحارث بن نوفل، ومع المختار رايةٌ خضراء، ومع عبد الله رايةٌ حمراء، وجاء المختارُ برايته فركزها عند باب عَمرو بن حُريث، وقال: إنما جئتُ لأمنع (٦) عَمرًا.

فلما قُتل مسلم أمرَ ابنُ زياد بحبس المختار وعبدِ الله بن الحارث.

وحجَّ بالناس عَمرو بن سعيد بن العاص.

قال معمر: لما كان يومُ التروية قدم عمرو بن سعيد مكة في جند كثيف، وكان يزيد قد كتبَ إليه أنْ يُناجزَ الحسين إد هو ناجزَه، أو يغتاله إن عجزَ عنه، وعلم الحُسين ، فخرج يومَ التروية، وقبل خروجه طاف بالبيت ومعه عبد الله بن الزبير، فقال له عبد الله: أقِمْ ها هنا ونُقاتل أبناءَ المنافقين، فقال: لا أُريد القتال في الحرم. قال: فلعلَّنا لا نلتقي بعد هذا اليوم، فأخبرني متى يرثُ المولودُ، ويُورَث، ويتمُّ عقلُه؟ وعن جوائز السلطان؛ هل تحلُّ أم لا؟ فقال الحسين : أمَّا المولود؛ فإذا استهلَّ صارخًا، وأمَّا جوائز السلطان؛ فحلال ما لَم يَغصِبِ الناسَ أموالهم.


(١) تاريخ الطبري ٥/ ٣٨٠ - ٣٨١. والكلام بعده في "تاريخ دمشق"، ينظر "مختصره" ٧/ ١٤٥. قوله: المناظر، هو جمع المنظر، أي: المَرْقَبة (موضع الراقبة). والمسالح: جمع المَسْلَحَة، وهو الموضع الذي يقف فيه الجند بالسلاح للمراقبة وغيرها.
(٢) ينظر "العقد الفريد" ٤/ ٢٠٧.
(٣) البداية والنهاية ١١/ ٥٠٨، ومختصر تاريخ دمشق ٧/ ١٤٥. وسلف نحوه من قول عمرو بن سعيد.
(٤) في "تاريخ" الطبري ٥/ ٣٨١: بالكوفة يوم الثلاثاء.
(٥) ينتهي في هذا الموضع الخرم الذي وقع في (ب) في أواخر ترجمة قيس بن سعد بن عبادة في السنة (٥٩) عند قوله فيها: "ولا يعاقبون بشيء وأنا رجل منهم" فكان الكلام بين هذين الموضعين من (خ) وحدها.
(٦) في (ب) و (خ): لأتبع. والتصويب من "تاريخ" الطبري ٥/ ٣٨١.