للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر قُضاته وعُمَّاله وحُجَّابه وكتَّابه:

قد ذكرنا أنه استقضى أبا الدرداء، فلما ماتَ استقضى فَضالة بن عُبيد الأنصاري، فلما مات استقضى أبا إدريس الخَوْلاني، واسمه عائذ الله بن عبد الله.

وأما عُمَّالُه: فمات وعلى الكوفة النعمان بن بشير، وعلى البصرة عُبيد الله بن زياد، وعلى المدينة الوليد بن عُتبة بن أبي سفيان، وعلى مكَّة عمرو بن سعيد، وعلى شرطته الضحَّاك بن قيس الفِهْرِي، وعلى كتابته سرجون مولاه، وعلى حجابته سعد مولاه، وقَنْبَر (١) مولاه.

قدم على معاوية أبو مريم الأزدي، فأقام ببابه مدَّة لا يصل إليه، فلما أذِن له دخل عليه فقال: يا معاوية، ما أتيتُك لحاجة، ولكني سمعتُ رسول الله يقول: "مَنْ وَلَّاه الله من أمر المسلمين شيئًا، فاحتجَبَ عن حاجتهم وفاقتهم؛ احتجَبَ الله عنه يومَ فَقرِه إليه وحاجته وفاقته، ومن أغْلَقَ بابَه دون ذوي الفقر والحاجة أغلق الله عن فقره وحاجته أبوابَ السماء" فبكى معاوية وقال لسعد مولاه: قد خلعتُ هذا من عنقي وجعلتُه في عنقك (٢).

وكان نقش خاتمه: لا حول ولا قوة إلا بالله، لكل عمل ثواب (٣).

ذكر مسانيده:

أسندَ عن رسول الله مئةً وثلاثةً وستين حديثًا (٤)؛ أُخرج له في الصحيحين ثلاثةَ عشرَ (٥)، وأَخرج له الإمام أحمد بنُ حنبل سبعةً وثلاثين حديثًا (٦).

وروى معاوية عن أخته أمِّ حَبِيبة زوجِ النبي ، وعن جماعة من الصحابة، منهم عمر، وعثمان .


(١) ويقال أيضًا: قُتَيْر، وبهذا الاسم ترجم له ابن عساكر في "تاريخه" ٥٩/ ١ (طبعة مجمع دمشق) وينظر "توضيح المشتبه" ٧/ ٢٥٠ - ٢٥١.
(٢) تاريخ دمشق ١٩/ ١٦٤ - ١٦٥ (مصورة دار البشير- ترجمة أبي مريم الأزدي).
(٣) تاريخ دمشق ٦٨/ ٢٤٩ (طبعة مجمع دمشق - ترجمة معاوية).
(٤) تلقيح فهوم أهل الأثر ص ٣٦٤.
(٥) المتفق عليه منها أربعة، وانفرد البخاري بأربعة، ومسلم بخمسة. التلقيح ص ٤٠٠.
(٦) ينظر "مسند" أحمد (١٦٨٢٨) إلى (١٦٩٣٩) و (٢٣٦٨٨).