للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وُلد بمكة بعد الهجرة بسنتين، وحُفظ عنه أحاديث (١).

وأمُّه عاتكة بنت عوف أخت عبد الرحمن لأبيه وأمِّه.

قدم مصر سنة سبع وعشرين لغزو المغرب (١)، وكانت الخوارج تعظِّمه لدينه، وينتحلُون رأيه، وقد برَّأه الله منهم (٢).

[وقال البلاذري: لمَّا عاد المِسْور من عند يزيد بن معاوية سئل عنه، فقال: يشرب الخمر، وينام عن الصلاة. وبلغ يزيد، فكتب إلى عامله: اجْلِدْهُ مئة جلدة. وقد ذكرناه] (٣).

[وقال ابن سعد:] (٤) خرج المِسْورُ إلى سوق ذي المجاز، فرأى رجلًا ألثغ يؤمُّ الناس، فأخره، وقدَّم رجلًا آخر، فشكاه الرجل إلى عُمر رضوان الله عليه، فقال له: لِمَ فعلتَ هذا؟ فقال: يا أمير المؤمنين، هذه أسواقٌ يجتمع إليها ناسٌ كثير، وعاقَتُهم أعراب لم يسمعوا القرآن، والرجلُ ألثغ [-أو أرَتّ-]، فخشيتُ أن يتفرقوا بالقرآن على لسانه، فقدَّمتُ رجلًا عربيًّا فصيحًا. فقال له عمر رضوان الله عليه: جزاك الله خيرًا.

[وقال ابن سعد (٥): لمَّا حُوصر عثمان؛ بعثَ بالمسور إلى معاوية يأمره أن يبعثَ إليه بالجيش لينصره. فركب معاوية رواحله من دمشق، وقدم المدينة في ثلاث رواحل ومعه مسلم بن عقبة ومعاوية بن حُديج، فدخل على عثمان نصف الليل، وكان قد قطع إليه البلاد في عشر ليال فقال له عثمان: وأين الجيش؟ فقال: ما جئتُك إلا في ثلاث رواحل (٦)، فقال له عثمان: لا وصل الله رحمك، ولا أعزَّ نصرك، ولا جزاك خيرًا. فواللهِ ما أُقتَلُ إلا فيك، ولا انْتُقِمَ عليَّ إلا من أجلك. فقال له معاوية: لو بعثتُ إليك الجيش، فبلغَهم وصوله، عاجلوك فقتلوك، ولكن اخرج معي إلى الشام على


(١) تاريخ دمشق ٦٧/ ٢٨٧ (طبعة مجمع دمشق).
(٢) المصدر السابق ٦٧/ ٢٨٥.
(٣) ينظر "أنساب الأشراف" ٤/ ٣٥٦. والكلام بين حاصرتين من (م).
(٤) في "الطبقات" ٦/ ٥٢٢. والكلام بين حاصرتين من (م).
(٥) في "الطبقات" ٦/ ٥٢٤. وهذا الخبر بين حاصرتين عن (م).
(٦) في "الطبقات": ثلاثة رهط.