للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السفينة، فدعا عليه نوح بتغيير النطفة فجاء بالسُّودان.

وقال وهب: نام نوح فانكشفت عورته فرآه حام فلم يغطّها، ورآه سام فغطّاها، فلمّا علم نوح دعا على حام فاسودَّ لونه، ودعا عليه بأن يجعل أولاده عبيدًا لأخويه (١).

وقال وهب: في "التوراة" إنَّ نوحًا لمّا خرج من السَّفينة غرس كرمًا ثم اعتصر منه خمرًا وشربه، فانتشى وتعرَّى في جوف قبَّة، فأبصر حام عورته، فأطلع على ذلك أخويه سام ويافث، فأخذا رداءيهما وألقياه على عورة أبيهما، فأفاق نوح من نشوته، وعلم ما فعلوا، دقال: حام وأولاده عبيد لأخويه، ومبارك سام، ويكثر الله من يافث وذرَّيته، فاستجاب الله له (٢).

وقال ابن عباس في تفسير قوله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ﴾ [الصافات: ٧٧] أن قابيل غرق أولادُه، وهابيل لم يكن له نسل، وإنَّما النَّسل لهؤلاء الثَّلاثة أولاد نوح.

وقال ابن الكلبي: أقاموا بالجوديِّ وباقردى والجزيرة فتناسلوا وكثروا، فضاقت الجزيرة بهم، فنزلوا أرض بابل وامتدُّوا مقدار اثني عشر فرسخًا في مثلها، وكانت مدينة بابل عظيمة تمتدُّ إلى داوَرْدان حتى صاروا في ثلاث مئة ألف (٣)

قال ابن عباس: فسام أبو العرب كلها، ومنه الأنبياء ونبيّنا ، وحام أبو السودان والقبط والبربر، ويافث أبو الترك والرّوم ويأجوج ومأجوج والصّقالبة، وقد رواه سمرة بن جندب مرفوعًا (٤).

وقال هشام بن الكلبي: أقاموا ببابل فبلبَل الله ألسنتهم على اثنين وسبعين لسانًا، فنزل سام سرَّة الأرض، حرم مكة وما حوله إلى حَضْرَموت وعُمان ثم إلى عالِج وَيبْرين.

وقال ابن سعد: حدثنا هشام بن محمد عن أبيه قال: نزل بنو سام المجدل سرة الدنيا، وهو ما بين ساتي دَما إلى البحر، وما بين اليمن إلى الشام -يعني جزيرة العرب-


(١) أخرجه الطبري في "تاريخه" ١/ ٢٠٢ عن ابن إسحاق، عن أهل التوواة، وانظر "المنتظم" ١/ ٢٤٧.
(٢) سفر التكوين ٩/ ٢٠ - ٢٧، وانظر "المعارف" ص ٢٥.
(٣) أخرجه ابن الجوزي في "المنتظم" ١/ ٢٤٣.
(٤) أخرجه أحمد في "مسنده" (٢٠٠٩٩) لفظه: "سامٌ أبو العرب، وحامٌ أبو الحبش، ويافثُ أبو الروم" وإسناده ضعيف.