للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأمُّ عَمرو بنتُ مروان تزوَّجها الوليد بن عثمان بن عفَّان (١).

وعمرو بن مروان نذكره فيما بعد إن شاء الله تعالى.

أسند مروان الحديث عن عُمر، وعثمان، وعليّ، وزيد بن ثابت (٢).

وروى حديث مسّ الذَّكَر عن بُسْرة بنت صفوان؛ قال الإِمام أَحْمد بن حنبل (٣): حدَّثَنا إسماعيلُ بنُ عُلَيَّة، حدَّثنا عبد الله بن أبي بكر بن حزم قال: سمعتُ عروة بن الزُّبير يحدِّث أبي (٤) قال: ذاكرتُ مروانَ بنَ الحَكَم مَسَّ الذَّكَر وقلت: ليس فيه وضوء. قال: فإنَّ بُسْرَةَ بنت صفوان تحدِّثُ فيه للوضوء (٥). فأرسل إليها رسولًا، فذكر الرسولُ أنَّها تحدِّثُ أنَّ رسول الله قال: "من مَسَّ ذَكَرَهُ فليَتَوَضَّأ".

وهذه بُسْرة بنتُ صفوان بن نوفل بن أسد بن عبد العُزَّى بن قُصيّ، وأمُّها سالمة بنت أمية، وأخوها لأمِّها عُقْبة بن أبي مُعَيط، وكانت بُسْرة عند المغيرة بن أبي العاص، فولَدَتْ له معاوية بن المغيرة، وهو جدُّ عبد الملك بن مروان لأمّه، وأمُّ عبد الملك عائشةُ بنتُ معاوية بن المغيرة (٦).

[الكلام على الحديث.

اختلف الفقهاء في مَسّ الذَّكَر؛ هل ينقض الوضوء أم لا؟ قال أبو حنيفة وأصحابُه: لا ينقض، وهو قولُ عُمر، وعليّ، وابن مسعود، وابن عباس، وزيد بن ثابت، وحذيفة بن اليمان، وعمران بن الحُصين، وأبي الدَّرداء، وأبي هريرة، وسعد بن أبي وقّاص، وعمار بن ياسر، وفقهاء الصَّحَابَة من التابعين ومن بعدهم: الحسن، وابن المسيِّب،


(١) نسب قريش ص ١٦٠. وأمُّ أمِّ عَمرو -كما سلف (أول الفقرة) وحسب هذا المصدر- هي عائشة بنت معاوية بن المغيرة بن أبي العاصي. وجاء في "أنساب الأشراف" ٥/ ٣٤٠ أن الوليد بن عثمان بن عفان (المذكور أعلاه) تزوَّج أمَّ عثمان بنت مروان، وأن سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان تزوّج أمَّ عَمرو. وذكر ابن عساكر في "تاريخه" ص ٥٤٢ (تراجم النساء) أن سعيد بن خالد بن عَمرو تزوَّج أمَّ عُمر -ويقال: أمّ عَمرو- وأمُّها زينب بنت عُمر بن أبي سلمة (وسلف ذكرها). والله أعلم.
(٢) تاريخ دمشق ٦٦/ ٤١١ (طبعة مجمع دمشق).
(٣) مسند أحمد (٢٧٢٩٣).
(٤) في (م): يحدِّث عن أبي.
(٥) لفظة للوضوء ليست وفي "المسند". وفي (م): في الوضوء.
(٦) ينظر "الاستيعاب" ص ٨٧٦. وينظر أيضًا ص ٣٣٠ (أول الباب الخامس).