للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقتل المختار عُمر بنَ سعد، وسنذكره في آخر السنة.

وبعث المختار عبدَ الله بنَ كامل إلى حكيم بن طُفيل الطَّائيّ السّنْبِسيّ -وكان رمى الحسين بن عليّ بسهم، فكان يفتخر ويقول: رميتُ الحسين بسهم، فتعلَّق بسرباله، وأخذَ سَلَبَ العبَّاس بن عليّ بعد ما قُتل -فأخذه عبد الله بنُ كامل، فاستغاثَ أهلُه بعَدِيّ بنِ حاتم، فقال له ابن كامل: الأمر في هذا إلى المختار. فمضى عديّ إلى المختار، وكان قد شفَّعه في جماعة، فقالت الشيعة لابن كامل: نخاف أنَّ المختار يُشَفِّعُ عديًّا في هذا الخبيث وله من الذنب ما قد علمت، فَدَعْنا نقتُلْه. فقال: افعلوا. فنصبوه غَرَضًا، وقالوا: سلبتَ العبَّاس ثيابَه، واللهِ لَنَسْلُبَنَّكَ ثيابَك وأنت حيّ. فنزعُوها عنه. وقالوا: جعلتَ حُسينًا غَرَضًا لِنَبْلك، وايمُ اللهِ لنفعلنَّ بك كما فعلتَ به. فرَمَوْه رَشْقًا واحدًا حتَّى مات. وكان المختار قد شَّفعَ عَدِيًّا فيه، فلما قتلُوه جرى بين عديٍّ وابنِ كامل كلامٌ (١).

وبعث المختار إلى قاتل عليّ بن الحُسين -واسمه مُرَّة بن منقذ العبديّ- فأتاه ابنُ كامل، فأحاطَ بداره، وكان شجاعًا، فخرج إليهم وهو على فرس وبيده رمح، فحملَ عليهم، فطعنَ واحدًا يقال له: عُبيد الله بن نَاجية الشمامي، فصرعه ولم يُضِرْه، وضربه ابنُ كامل بالسيف، فاتَّقاه بيده اليسرى فأسرع فيها [السيف] ثم نجا، ولحق بالبصرة، وشَلَّت يدُه (٢).

وبعث المختار عبدَ الله الشاكري إلى قاتل عبد الله بن مسلم بن عَقِيل، واسمُ الرَّجل زيد بن رُقاد، وكان يقول: لقد رميتُ فتًى منهم بسهم، فأثبتُّ كفَّه في جبهته كان يتَّقى بكفِّه النَّبْل، ثم إنني رميتُ الغلام بسهم آخر فقتلتُه، والغلام هو عبدُ الله بنُ مسلم، فلما أحاطوا بداره خرج مُصْلِتًا بسيفه، فقال ابنُ كامل: لا تضربوه بسيف إلَّا بالحجارة. فضربوه حتَّى سقط وبه رمق، فأحرقوه وفيه رُوحٌ بعد.

وطلب المختار سنان بن أنس الذي ادَّعى أنَّه قتلَ الحسين، فوجده قد هرب إلى البصرة، فهدم داره (٣).


(١) تاريِخ الطبري ٦/ ٦٢ - ٦٤. وينظر "أنساب الأشراف" ٦/ ٦٦.
(٢) أنساب الأشراف ٦/ ٦٨، وتاريخ الطبري ٦/ ٦٤.
(٣) تاريخ الطبري ٦/ ٦٤ - ٦٥. وينظر "أنساب الأشراف" ٦/ ٦٦.