للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الترمذي بإسناده عن عُمارة بن عمير قال: لما جيء برأس ابنِ زياد إلى الكوفة مع جملة الرؤوس؛ أُلقِيَتْ بالكُناسة، فكانت حيَّةٌ تجيءُ كلَّ يوم، فتدخلُ في فيه، وتخرج من مَنْخِرَيه. فعلت ذلك ثلاثة أيام. فكانت إذا أقبلت؛ قال الناس: جاءَتْ جاءَتْ (١).

قال هشام: فأقامت الرؤوس أيامًا بالكوفة، ثمَّ بعثَ بها المختار إلى مكة إلى محمَّد بن الحنفية، وقيل: إلى عبد الله بن الزبير، فنصبها بمكة.

وأحرق ابنُ الأشتر جثَّة ابن زياد وجثث الباقين (٢).

وقال هشام: لما قُتل ابنُ زياد كانت معه امرأتُه هند بنت أسماء بن خارجة الفَزَاري، وكانت لا تُفارقُه، فلبسَتْ قَباءً وعمامةً ومِنْطَقَةً (٣)، وحَمَلَتِ السلاح، وركبتْ فرسَ ابنِ زياد الذي يقال له: الكامل، وسارَتْ وحدَها من الزَّاب حتى دخلت الكوفة في يوم وليلة (٤).

وقال المدائني: قال إبراهيم النَّخَعي: ما رأينا رجلًا شرًّا من ابن زياد (٥).

وقال الشعبي: كان أكولًا؛ أكلَ في يومٍ خمس مرات، وأكلَ عشر بطَّات، وجَدْيًا وزِنْبيلًا من عنب، وأكلَ آخرَ النهار شيئًا آخر (٦). ولهذا قال له عبد الله بن المغفَّل: "شرُّ الرِّعاء الحُطَمَة".

وقال هشام: حلفَ ابنُ زياد ليقتلنَّ المختار، وليضعنَّ رِجْلَه على رأسه. وبلغَ المختارَ، فقال: كذاب، أنا واللهِ أقتلُه، وأضعُ قدمي على رأسه. فكان كما قال (٧).


(١) الخبر بنحوه في "سنن" الترمذي (٣٧٨٠) ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في "تاريخه" ٤٤/ ٢٤٦.
(٢) سلف في ترجمة الحصين بن نمير السالفة ص ٤٠٦.
(٣) الخبر في "تاريخ دمشق" ص ٤٣٦ (تراجم النساء - طبعة مجمع دمشق) وفيه: قَباءه وعمامته ومنطقته. والقَباء ثوب يُلبس فوق الثياب، والمِنْطَقَة: ما يشدُّ به الوسط.
(٤) في "تاريخ دمشق": في بقية يومها وليلتها. وذكر الطبري في "تاريخه" ٦/ ٩٠ أن عُيينة بن أسماء أخا هند هو الذي ذهب بها. قوله: الزَّاب: هو من أرض الموصل، وعنده أيضًا: نهر الخازر، الذي كانت عنده الوقعة، وسلف ذكره أول الخبر.
(٥) أنساب الأشراف ٤/ ٤٢٣.
(٦) بنحوه في المصدر السابق ٤/ ٤٢٦.
(٧) ينظر المصدر السابق.