للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذكر محمَّد بن سلام (١) أنَّ عُمر لما وليَ الخلافة وُلد عُمر بنُ عليّ، فقال عُمر لعليّ: هَبْهُ لي. فقال: هُو لك. فقال: قد نَحَلْتُه اسمي وغلامي مورِّقًا.

وقال مصعب بن عبد الله (٢): وُلد عُمر ورُقَيَّة في بطنٍ واحد توأمين، وكان عُمر آخِرَ ولدِ عليّ.

واختلفوا في وفاته، فقال خليفة: مات عُمر سنة سبع وستين (٣).

وقال مصعب بن عبد الله (٤): عاش طويلًا، وقدم مع أبان بن عثمان بن عفان على الوليد بن عبد الملك يسألُه أنْ يولِّيَه صدقاتِ أبيه، وكان يليها يومئذ [ابنُ أخيه] الحسنُ بنُ الحسن، فعرضَ عليه الوليد الصِّلة وقضاءَ الدَّين، فقال: لا حاجةَ لي في صلتك، وإنَّما قدمتُ عليك بسبب الصدقة، وأنا أولى بها من غيري. فقال الوليد لأَبَان: أخْبِرْهُ أنَّني لا أُدخِلُ على أولاد فاطمةَ أحدًا من غيرهم، فإنها بنتُ رسول الله ﷺ. فانصرف عُمر غضبانًا، ولم يقبل صِلَتَه.

وهذا يدلُّ على أنَّه عاشَ بعد الثمانين، فإنْ صحَّت رواية خليفة فقد كانت وفادتُه على عبد الملك بن مروان.

روى عُمر الحديثَ عن أبيه عليّ، وروى عنه ابنُه محمَّد بن عمر.

وكان محمَّد من العلماء؛ ذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة من أهل المدينة؛ قال (٥): وأمُّه أسماء بنت عَقِيل بن أبي طالب.

قال: فولدَ محمَّد بنُ عُمر: عُمرَ، وعُبيدَ الله؛ وأمُّهما خديجة (٦) بنت عليّ بن حُسين ابن عليّ بن أبي طالب.


(١) هو في "تاريخ دمشق" ٥٤/ ٢٤٧ (طبعة مجمع دمشق) من طريق محمَّد بن سلّام.
(٢) في "نسب قريش" ص ٤٢. ومن طريقه ابن عساكر في المصدر السابق.
(٣) طبقات خليفة ص ٢٣٠، ومن طريقه ابن عساكر، وجاء عندهما بعده: قُتل مع مصعب أيام المختار.
(٤) نسب قريش ص ٤٢، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٥٤/ ٢٤٧ - ٢٤٨. وما سيرد بين حاصرتين من (م).
(٥) طبقات ابن سعد ٧/ ٣٢٣.
(٦) في "الطبقات": عُمر وعبد الله وعُبيد الله. . . وأمُّهم خديجة. . .