للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثمَّ قال: ما من الموت بُدٌّ، وما من موتة أموتُها أحبَّ إليَّ من موتة ابن شميط، حبذا مَصارعُ الكرام!

قال: فعلمتُ أنَّه إن لم يُصب حاجتَه مقتول.

[ولما بلغ المختار أنهم قد أقبلوا في السفن] (١) والظَّهر؛ خرج، فسار إلى مجتمع الأنهار -نهر السَّيلَحين، ونهر الحِيرَة، ونهر القادسية- فسَكَرَ الفرات على مجتمع الأنهار، فذهب ماءُ الفرات كلُّه في هذه الأنهار، وبقيت سفن القوم في الطين، فخرجوا منها يمشون، وجاء المختار فحال بينهم وبين الكوفة، وقد كان حَصَّنَ القصر.

ونزل المختار بحَرُورَاء، واستعمل على الكوفة عبدَ الله بنَ شدَّاد، وجعلَ المختارُ على ميمنته سُليم بن زيد (٢) الكندي، وعلى ميسرته سعد (٣) بن منقذ الهَمْداني، وبعث على الخيل عُمر بن عبد الله (٤) النَّهدي، وعلى الرَّجَّالة مالك بن عَمرو النَّهدي.

وجعل مصعب على ميمنته المهلَّب، وعلى الميسرة عُمر بنَ عُبيد الله بن معمر التَّيميّ، وعلى الخيل عبَّاد بن الحُصين، وعلى الرَّجَّالة مقاتل بن مِسْمَع البكريّ، ونزل مصعب يمشي متنكِّبًا قوسًا له، وجعلَ على أهل الكوفة محمَّد بنَ الأشعث، وجاء محمَّد فنزلَ بين المختار ومصعب (٥).

وجهَّز المختار إلى كلِّ قبيلة من القوم كُرْدُوسًا (٦)، فبعث إلى بكر بن وائل سعيدَ بنَ منقذ، وإلى عبد القيس مالك بن المنذر (٧)، وإلى أهل العالية عبدَ الله بنَ جَعْدة، وإلى الأزد مسافرَ بنَ سعيد بن نمران الناعطي، وإلى بني تميم سُليمَ بنَ يزيدَ الكِنْديّ، وبعث إلى محمَّد بن الأشعث السائبَ بنَ مالك الأشعريَّ، ووقفَ هو في بقية أصحابه.


(١) ما بين حاصرتين من (ص) و (م). وينظر "تاريخ الطبري" ٦/ ٩٩.
(٢) في "تاريخ الطبري" ٦/ ٩٩: يزيد، وسيرد كذلك.
(٣) في المصدر السابق: سعيد.
(٤) في (ص): عبيد الله.
(٥) تاريخ الطبري ٦/ ٩٨ - ٩٩، وينظر "أنساب الأشراف" ٦/ ٨٩ - ٩٠.
(٦) الكُردوس: الكتيبة، أو القطعة العظيمة من الخيل. "معجم متن اللغة".
(٧) كذا وقع في النسخ، وهو وهم من المختصِر غالبًا. والصواب: عبد الرحمن بن شُريح، كما في المصدرين السابقين واللفظُ فيهما: وبعثَ إلى عبد القيس -وعليهم مالك بنُ المنذر- عبدَ الرحمن بنَ شُريح. . . . .