للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها قَتَلَ عبدُ الملك بنُ مروان عَمرو بنَ سعيد بن العاص [وكان قد عصى (١) بدمشق لما نذكر].

وفيها كانت حروب كثيرة بالجزيرة، منها حرب عبد الملك لزُفَر بن الحارث الكلابي، وكنيتُه أبو الهُذَيْل.

وكان مروان قد بعث (٢) عُبيد الله بنَ زياد إلى الجزيرة والعراق فِي ستين ألفًا، فلم يبلغ الجزيرة حتَّى مات مروان، فأقرَّه عبد الملك على ما كان ولَّاه أبوه عليه. فسار إلى قرقيسيا، فحاصر زُفَرَ بنَ الحارث مدَّة، فلم يقدر منه على شيء، ووصلَ جيشُ التوَّابين مع سليمان بن صُرد [وقُتل ابن صُرد].

وجاء بعده ابنُ الأشتر، وسار إلى (٣) ابن زياد والتقيا على الزَّاب (٤)، فقتلَه إبراهيم [بنُ الأشتر] واشتدّت شوكة زُفر [بن الحارث] والقيسيَّة معه، فاستخلفَ عبدُ الملك [بن مروان] على دمشق عبد الله بنَ يزيد بن أسد أبا خالد بن عبد الله القَسْري (٥). وسار عبد الملك، فلما شارف الفرات انخزلَ عمرُو بنُ سعيد عنه، وعاد إلى دمشق، فأغلقَ أبوابَها، وبايعه (٦) عبدُ الله بنُ يزيد القَسْري وغيرُه.

ثم عاد إليه عبدُ الملك، فخدعَه حتَّى فتح أبواب دمشق، وقتلَه، ثم استخلفَ على دمشق عبدَ الرحمن بن أمّ الحَكَم الثقفي (٧).

ولمَّا وصل عبد الملك إلى قرقيسيا حصر زُفَر، فصالحه بعد أن نصبَ عليه المجانيق (٨).


(١) كذا فِي (ص) و (م) (والكلام بين حاصرتين منهما) ولعلها: تحصَّن.
(٢) فِي (ص): واختلفوا فيه، فذكر هشام بن عمار الدمشقي وقال: كان مروان قد بعث … إلخ.
(٣) فِي (ص): إليه.
(٤) فِي (أ): الفرات.
(٥) لم ترد لفظة "القسري" فِي (ص). وتحرفت فِي (أ) و (ب) و (خ) و (د) إلى المقري. وكذا فِي الموضع الآتي (والكلام ليس فِي م).
(٦) فِي (د): وتابعه.
(٧) فِي (ص): عبد الرحمن بن عبد الله الثقفي، وأمه أم الحكم بنت أبي سفيان بن حرب أخت معاوية.
(٨) أنساب الأشراف ٦/ ١٤٠ - ١٤١.