للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والراء، والأَرم: الهلاك يقال: أَرَم بنو فلان أي: هلكوا، وهي رواية العَوفي عن ابن عباس.

قال: والصَّواب أنّها اسم قبيلة أو بلدة فلذلك لم تصرف، ولو كان بمعنى أهلكهم وجعلهم رميمًا لصرف.

قلت: ولعامَّة القراء على الوقف على إرم (١)، فمن أراد القبيلة وصف قَوْمَها بالطول والبطش والقوّة والشدَّة.

وقال أبو إسحاق الثعلبي بإسناده عن المقدام بن معدي كَرِب عن النبي أنه ذكر إرم ذات العماد فقال: "كان الرجل منهم يأتي الصخرة فيحملها على الحيِّ فيهلكهم" (٢).

قال الكلبي: كان طول الرجل منهم أربع مئة ذراع.

وروي عن ابن عباس أنه قال: كانوا أهل عمد وخيام ينتجعون الكلأ والعشب، وينتقلون إلى الخصب حيث كان في أيّام الرَّبيع، ثم يرجعون إلى منازلهم إذا هاج العود، ومن أراد المدينة.

قال جدي في كتاب "التبصرة": حدَّثنا عبد الخالق بن أحمد بن يوسف بإسناده عن وهب بن منبّه عن عبد الله بن قلابة، وقال أبو إسحاق الثعلبي بإسناده عن وهب بن منبّه عن عبد الله بن قلابة: أنه خرج في طلب إبل له شردت، فبينا هو في صحاري عدن أَبْيَن في تلك الفلوات إذ وقع على مدينة عليها حصن، وحول الحصين قصور كثيرة، فلما دنا منها ظنَّ أنَّ فيها أحدًا يسأله عن إبله، فلم يرَ خارجًا ولا داخلًا، فنزل عن ناقته وعقلها وسلَّ سيفه، ودخل باب الحصن، فإذا هو ببابين عظيمين من ذهب مرصَّعين بالجواهر واليواقيت -أو بالياقوت الأحمر- فلمَّا رأى ذلك دُهش وتحيَّر وفتح أحد البابين فإذا هو بمدينة لم يُر في الدنيا مثلها، وفيها قصور شواهق، عليها


(١) بل الوقف هنا ليس بجيد، قال الداني في "المكتفى" ص ٦١٨: وقال نافع: "بعادٍ إرمَ" تام، وقال الكسائي: هو وقف جيد، وليس بتام ولا كاف لأن "إرم" بدل من "عاد" و"ذات العماد" نعت له، وانظر "منار الهدى" ص ٣٠٤.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم (كما في تفسير ابن كثير ٤/ ٥٠٧)، وانظر "تفسير ابن أبي حاتم" (١٩٢٥٤).