للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال عبد الله بن الزُّبير: احتجَم رسولُ الله وقال لي: "يا عبد الله، اذْهَبْ بهذا الدم، فأرِقْه؛ بحيث لا يراك أحد". فعمدتُ إلى ذلك الدم، فشربتُه، فلما رجعتُ [إليه قال لي: "يا عبد الله، ما صنعتَ بالدم؟ " قلت: جعلتُه في أخفى مكان]. فقال: "لعلّك شربتَه! " قلت: نعم. قال: "لن تمسَّك النار إلا تحلَّة القَسَم". فكانوا يرون القوة التي كانت به من ذلك الدم (١).

ذكر طرف من أخباره:

[وقد ذكره علماء السير، فقال خليفة:] (٢) شهد عبد الله مع أبيه وقعة اليرموك، وخُطبة عمر بالجابية، وفَتْحَ إفريقيَّة في زمن عثمان رضوان الله عليه.

وكان مع أبيه يوم الجمل أميرًا، وقدم دمشق لغزو القسطنطينيَّة في أيام معاوية، وبويع بالخلافة في أيام يزيد، وغلب على الحجاز واليمن والعراقين ومصر.

وجدَّد بناء الكعبة، وكان عابدًا مجتهدًا [زاهدًا]، شهمًا فصيحًا، صوَّامًا قوَّامًا، شديد البأس، ذا أَنَفة، له نفسٌ شريفة، وهمَّةٌ عالية.

[وقال ابن سعد:] (٣) وكان مع عثمان رضوان الله عليه يوم الدار، وقاتلَ عنه، وجُرح جراحاتٍ كثيرة. وحضر دفن عثمان .

[وذكره الشيخ الموفَّق ، فقال: كان شهمًا أَيِّدًا (٤)، فصيحًا ذا أَنَفَة، صوَّامًا قوَّامًا، شديد البأس.

قال: وذكر الزُّبير بن بكَّار أن عبد الله بن الزُّبير وقيس بن سعد وشُريح بن الحارث (كانوا) طُلْسًا ليس في وجوههم شعر].


(١) تاريخ دمشق ص ٤٠٠ - ٤٥١، ونُسب الكلام في (م) إليه، وما وقع في الخبر بين حاصرتين منها. وينظر "حلية الأولياء" ١/ ٣٣٠، و"المستدرك" ٣/ ٥٥٤.
(٢) ما بين حاصرتين من (م)، ولم أقف على قول خليفة، وبعضه في "تاريخ دمشق" ص ٣٧٤ (طبعة مجمع دمشق - ترجمة ابن الزبير).
(٣) في "الطبقات" ٦/ ٤٧٥. والكلام بين حاصرتين من (م).
(٤) من: آدَ يَئيدُ أَيدًا، أي: قَوي واشتدَّ، فهو أَيِّدٌ.