المرأة فتخونه، فتزوَّج صغيرة لم تعرف الرجال، فنقر لم مغارًا في جبل، وجعل له سلاسل يصعد إليها فيها، فإذا نزل أزالها، فمرَّ بها رجل من العمالقة فرآها فوقعت في قلبه، فأخبر قومه وقال لأهله: لا بدَّ لي منها، فقالوا: ويحك وكيف تصنع؟ فقال: اجمعوا سيوفكم ثم اجعلوني في وسطها وشدُّوها حزمةً ثم أودعوها عنده، ففعلوا وجاؤوا إلى لقمان فقالوا: نريد أن نسافر، ونحن نستودعك سيوفنا حتى نرجع. فأطلعَ السيوف إلى المغارة وكانوا قد واعدوه يومًا بعينه يرجعون إليه، فكان لقمان إذا نزل خرج الرَّجل وأتى الجارية، وإذا جاء لقمان عاد إلى مكانه. وجاء الميعاد فجاء القوم وأخذوا السيوف، فلمَّا كان في بعض الأيام نام لقمان على ظهره فرأى في سقف المغارة نخامة، فقال للجارية: من تنخم هذه؟ قالت: أنا، قال: فتنخمي، فتنخمت فلم تصلْ إلى السقف، ففطن وقال: من السيوف دُهيت، ثم رمى بالجارية من ذروة الجبل فتقطعت قطعًا، وانحدر مغضبًا يطلب القوم، فلقيته ابنةٌ له يقال لها: صحر، فقالت: ما لي أراك يا أبة مغضبًا؟ فقال: وأنت أيضًا من النساء، فضربها فقتلها فقالت العرب: ما أذنبت إلا ذنب صحر، فذهبت مثلًا (١).