كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان

السنة الثالثة والسبعون - عبد الله بن مطيع - ج: 9 - ص: 85

وكان الشعبي كاتبًا لابن مطيع (١).

وقال مطيع (٢): رأيتُ في المنام أنه أُهْدِيَ إليّ جِرابٌ فيه تمرٌ، فذكرتُ ذلك لرسول الله ﷺ، فقال: "تلدُ امرأتُك غلامًا". فولدَتْ عبدَ الله، فأتيتُ به رسولَ الله ﷺ، فدعا له (٣).

وكان عبد الله من جِلَّة قريش شجاعةً وجَلَدًا، وكان أميرَ أهل المدينة يومَ الحَرَّة.

[وقيل: إنما كان أميرًا] على قريش (٤).

ولمَّا هربَ يوم الحَرَّة دخل بيتَ امرأة في المدينة، فاخْتَبَأَ (٥) في رَفٍّ، فدى خل عليها رجلٌ من أهل الشام، فراودَها عن نفسها، فاستغاثت بعبد الله، فنزل، فقتله.

وذكر عبدُ الملك عبدَ الله بنَ مطيع، فقال: نجا من مسلم بن عُقبة يومَ الحَرَّة، ولحقَ بابن الزبير بمكة، فنجا، ولحقَ بابعراق، قد كثَّر علينا في كل وجه، ولكن من رأيي الصفحُ عنه وعن غيره من قومي، إنَّما أقتلُ بهم نفسي (٦).

ذكر وفاته

قيل: إنه توفِّي قبلَ قَتْلِ ابن الزبير بيسير، وقيل: قُتل يومَ قُتل ابنُ الزبير، وقيل: خرج ومات من جراحة (٧)، فصلَّى عليه الحجَّاج وقال: اللهمَّ إنَّ هذا عدوُّك، كان مُعاديًا لأوليائك، مواليًا لأعدائك، فاملأ قبرَه نارًا.

---

(١) المحبَّر ص ٣٧٩.
(٢) في النسخ: ابن مطيع، وهو خطأ.
(٣) التاريخ الصغير للبخاري ١/ ١٣٢، والاستيعاب ٤١٢.
(٤) التبيين في أنساب القرشيين ص ٤٣٦ وما بين حاصرتين منه. وينظر "نسب قريش" ص ٣٨٤، و "جمهرة نسب قريش" ٢/ ٨٦٥، و "الاستيعاب" ص ٤١٢.
(٥) الكلمة غير مجوَّدة في النسخ، والمثبت من "جمهرة نسب قريش" ٢/ ٨٦٥، و "التبيين" ص ٤٣٦، و "تهذيب الكمال" ١٦/ ١٥٤.
(٦) طبقات ابن سعد ٧/ ١٤٦.
(٧) وقع في النسخ: مات من جرل حية … (؟) وأثبتُّ اللفظة من عندي وهي الأقرب إلى رسمها؛ وقد جاء في "أنساب الأشراف" ٩/ ٢٤٩: ثم لحق بابن الزبير فلم يزل معه؛ أصابته جراحات، فمات منها بمكة، فصلى عليه الحجاج … إلخ. وبنحوه في ٦/ ٢٣٩.