للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر إخوة عمر:

كان له إخوة، منهم: عثمان، ومعاذ، وموسى بنو عبيد الله بن مَعْمَر.

فأما عثمان فخرج إلى الأزارقة، فلما رآهم استقلَّهم وقال: ما هم إلا هؤلاء؟! فقيل له: حسبك بهؤلاء شرًّا، فقال: أبيتُم يا أهل العراق إلا جُبنًا، والله لا أصلّي الظهر حتى أَفرغ منهم، ثم حمل عليهم بعسكره فقتلوه.

وأما معاذ بن عبيد الله فكان من وجوه قريش، وابنُه محمد بن معاذ هو القائل فيمن أُصيب بقُدَيد، وهم الذين قتلهم أبو حَمزة الخارجيّ: [من الخفيف]

بعد رُزْءٍ أُصِبتُه بقُدَيدٍ … هَدَّ رُكني وهاضَ منّي جَناحي

لخِيار الجميعِ قومي بني عُثْـ … ـمانَ كانوا ذَخيرتي وسِلاحي

فهمُ بعد سُؤددٍ وبَيانٍ … وفعالٍ عند النَّدى وارْتياحِ

أَقْبُرٌ بالمَحلِّ تَسفي عليها … بدُقاقِ التُّرابِ هُوجُ الرِّياحِ

من أبيات (١).

وأما موسى بن عبيد الله فكان من وجوه قريش، وذكر الطَّبريُّ أن يزيد بن المهلب لما هزم عبد الرحمن بن العباس الهاشمي؛ بعث بموسى إلى الحجاج في جُملة الأَسرى، فقتله وقتل عُمر بن موسى (٢).

وابن ابنه عثمان بن عمر بن موسى بن عبيد الله كان على قضاء المدينة زمن محمد بن مروان، ثم ولّاه إيّاه المنصور.

وكان ابنه عمر بن عثمان بن عمر بن موسى بن عبيد الله من وجوه قريش، ولاه هارون الرشيد البصرةَ على القضاء، فكان يتواضع، فقيل له في ذلك، فقال: أنتم إذا وَليتم القضاء تركتموه ها هنا، وأشار إلى رأسه، ونحن إذا وَليناه تركناه هاهنا، وأشار إلى قدميه.


(١) "التبيين" ٣٣٧.
(٢) الذي في الطبري ٦/ ٣٧٣، ٣٧٤، ٣٨٠ أن الحجاج قتل عمر بن موسى بن عبيد الله، وكذا في أنساب الأشراق ٨/ ٢٤٦، وأما موسى فقد هلك بسجستان غازيًا في ولاية عبد الرحمن بن سَمُرة كما في "أنساب الأشراف" ٨/ ٢٤٥ - ٢٤٦.