للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وهو] من الطبقة الأولى من التابعين من أهل الكوفة.

وكان قد خرج مع ابن الأشعث، ثم هرب إلى مكة، وكان عابدًا صالحًا مجاب الدعوة.

[قال أبو نعيم:] سئل [ماهان:] ما كانت أعمال القوم؟ قال: كانت أعمالهم قليلة، وقلوبهم سليمة (١).

ذكر مقتله:

[قال عبد الله بن الإمام أحمد بإسناده: ثنا أبي، حدثنا محمد بن فُضيل، حدثني] إبراهيم مؤذن مسجد بني حنيفة قال: أمر الحجاج بماهان أن يُصلب على بابه، فأتيتُه حين رُفع على خشبته؛ وهو يُسبّح ويُهَلّل ويُكَبّر، ويَعقد بيده حتى بلغ تسعًا وعشرين، فطعنه رجل على تلك الحال، فلقد رأيته بعد شهر مَعقودًا بيده تسعة وعشرين.

[قال:] وكنّا نرى عنده الضوء بالليل شِبهَ السِّراج (٢).

[قلت: ذكر جدي قصة ماهان، وأنه أقام شهرًا ويده معقودة بالتسبيح، وأنشد: [من البسيط]

لتُحشَرَنّ عِظامي بعدما بَلِيَتْ … يومَ الحسابِ وفيها حُبُّكم عَلِقُ] (٣)

وقال ابن الكلبي: كان ماهان مقيمًا بمكة، فأرسل إليه الحجاج، فأخذه من الطَّواف، فقال: أُخذت من حَرم الله، وأنا طائف ببيت الله، وأنا بعين الله، ونعم القادر الله (٤).

[وروى أبو نعيم الأصفهاني،] عن أبي إسحاق الشيباني قال: دنوتُ من ماهان عند صَلبه، فقال لي: يا ابن أخي، تنحَّ لا تُسأل عن هذا المقام (٥).

أسند ماهان عن علي، وابن مسعود، وحذيفة وغيرهم، رحمه الله تعالى.


(١) "حلية الأولياء" ٤/ ٣٦٥.
(٢) "حلية الأولياء" ٤/ ٣٦٤ وما بين معكوفين من (ص).
(٣) "المدهش" ٢٧٧، وما بين معكوفين من (ص).
(٤) "أنساب الأشراف" ٦/ ٤٩٩.
(٥) "حلية الأولياء" ٤/ ٣٦٤.