للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر وفاته:

لما احتضر عبد العزيز قيل له: مالُك بمصر (١) يبلغ ثلاث مئة مُدْيٍ من ذهب، فقال: وَدِدْتُ أنه كان بَعرًا حائلًا بنجد.

وتوفي بمصر في جمادى الأولى سنة خمس وثمانين، وبلغ الخبر عبد الملك ليلًا، فلما أصبح دعا الناس إلى البيعة للوليد، ثم بعده لسليمان، وقدم كُثير عَزَّة مصر وورثة عبد العزيز يقتسمون ماله، فبكى وقال: [من البسيط]

أضحى تراثُ ابنِ ليلى وهو مُقْتَسمٌ … في أقرَبِيهِ بلا مَنٍّ ولا ثَمَنِ

ورَثْتَهم فتَعَزَّوا عنك إذ وَرِثوا … وما وَرِثْتك غيرَ الهَمِّ والحَزَنِ

فقال ورثته: لا جَرَم، والله لا تنصرف إلا بمثل نصيبِ واحدٍ منا.

ولكثير فيه أشعار كثيرة منها: [من الطويل]

قَليلُ الأَلايا حافظٌ ليمينه … فإن بَدَرَت منه الألِية بَرَّتِ

حَليمٌ رَزينٌ ذو أناةٍ وإِربَةٍ … بصيرٌ إذا ما كِفَّةُ الحربِ جُرَّتِ

ومنها: [من الطويل]

شهدتُ ابنَ ليلى في مواطنَ قد خَلَتْ … يزيدُ بهذا الحلمِ حِلمًا حُضُورُها

وإني لآتٍ قبرَه فمُسَلِّمٌ … وإن لم يُكلّم حُفْرَة مَن يَزورُها (٢)

ذكر أولاده:

كان له من الولد: عمر ، ولي الخلافة، وعاصم، وأبو بكر، ومحمد، درج، أمُّهم أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب (٣).

والأصبَغ، وأم عثمان، وأم محمد لأم وَلَد.

وسُهيل، وسَهْل، وأمُّ الحكم، أمُّهم أم عبد الله [بنت عبد الله] بن عمرو بن العاص بن وائل.


(١) في (ص): حكى أبو سعيد بن يونس أن عبد العزيز لما احتضر قيل كان له ملك بمصر. والخبر في "تاريخ دمشق" ٤٣/ ٢٥ من طريق ابن أبي الدنيا بإسناده إلى حماد بن موسى الخشني.
(٢) ينظر "تاريخ دمشق" ٤٣/ ١٤، وديوان كُثِّير ص ٣٧٨ و ٨٥ و ١٦١ - ١٦٢ على الترتيب.
(٣) في (خ) و (د): بن أبي طالب وهو خطأ، والمثبت من (أ).