[وقيل: إن حبيبًا كان بدمشق، فقال للوليد: لا تهدم آيةً من كتاب الله تعالى، فضربه الوليد حتى مات. والأصح أن حبيبًا مات بالمدينة سنة ثلاث وتسعين.]
ودعا عمر أصحابَ المنازل التي أدخلها في المسجد، فدفع إليهم أثمانَها، ومن امتنع منهم أودع الثَّمن في بيت المال، فأخذوه بعد ذلك.
ثم جاء كتاب الوليد أن يبنيَ في المسجد بِرْكةً بفوّارة، ويساق إليها الماء من ظاهر المدينة ففعلوا. وقيل: إنما عمل عمر البِركَةَ ظاهر المسجد عند دار مروان، فلما حج الوليد رآها فأعجبته، فأقام عليها قُوَّامًا.
[قال الواقدي:] وفيها فُتح حصن الطُّوانة -وهو حصن عظيم- على يد مَسْلَمة بن عبد الملك والعباس بن الوليد، وكانت الهزيمة أولًا على المسلمين، فكشف العباس رأسه وصاح: يا أهل القرآن، إليّ إليّ، فأقبلوا إليه فهزموا العدوّ، وكان الفتح. وكان فتحها في جمادى الآخرة، وشَتَوا بها.
[فصل]: وفيها وُلد الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان.
وفيها غزا قُتيبة ما وراء النهر، واستخلف على مَرْو بشار بن مسلم، ووصل إلى أعمال نُومُشكَث، فأرسل إليه أهلها فصالحوه، فانصرف عنهم.
وكان على ساقته عبد الرحمن بن مسلم الباهلي، وجاء أهل فَرْغانة والسُّغْد فقاتلوه، فأرسل إلى قتيبة يخبره وبينهما قَدْر مِيل، فعاد قتيبة إليهم وعبد الرحمن يقاتلهم، وكان نيزك يومئذ مع قتيبة، فقاتل قتالًا شديدًا، فانهزم العدو وكانوا في مئتي ألف، عليهم ابن أخت ملك الصين، ويقال له: كوربغانون، وعاد قتيبة سالمًا غانمًا، فقطع النهر من التِّرمِذ، ثم أتى إلى مَرْو.
[فصل]: وفيها كتب الوليد إلى البلدان بأن يُجرى على المُجَذَّمِين والعميان أرزاقًا، ولمن يقودهم ويقوم بحوائجهم ومصالحهم.