للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وصُرف بالقاضي عِياض بن عبد الله الأَزدي من قبل قُرَّة في سنة ثلاث وتسعين، فكانت ولايتُه ثلاث سنين، وأقام عياض أربع سنين، ثم صُرف عنها، فوليها عبد الله بن حُجَيرة (١) ثانيًا في رجب سنة سبع وتسعين من قبل الأمير عبد الملك بن رِفاعة، ثم صرف عنها في سنة ثمان وتسعين.

وكان ثقةً من التابعين.

وفيها فتح قُتيبة بن مُسلم بُخارى، ولما قطع قتيبة النهر قاصدًا بخارى استنجد عليه وَرْدان خُداه صاحبها السُّغْدَ والتُّركَ ومَن حوله، فأتوه، فسبقهم قتيبة فحصرهم، وجاءت الأمداد، وخرج وَرْدان خُداه، وحملوا جميعأ على المسلمين فحطموهم، ودخلوا الخيام، وقاتلهم النساء، ثم عاد المسلمون عليهم فأخرجوهم وألحقوهم بمواقفهم.

ورجع قتيبة إلى مرو بعد أن فض جموع أهل بخارى، وصالح ملك السُّغْد، وعاد نيزك مع قتيبة.

وقيل: إنه فتح بُخارى وحصونَها في هذه السنة.

ولما رأى نيزك ما فتح قتيبة خاف على بلاده، واستأذنه في العود إلى بلاده فأذن له، فلما سار متوجهًا إلى بلاده قال لأصحابه: إن العربي بمنزلة الكلب، إن ضربتَه نبح، وإن أطعَمتَه بَصْبَص، وقتيبة كذا، يقصد الملوك، فإن أعطوه شيئًا أخذه ورجع عنهم.

ثم إن قتيبة ندم على ترك نيزك، فأرسل خلفه رسولًا ففاته، ولما وصل نيزك إلى مأمنه كاتب ملوك ما وراء النهر، واتفقوا على غزو قتيبة في أيام الربيع، ويقال: إن قتيبة سار إلى الطَّالقان، فقاتلهم فنصر عليهم، فنصب منهم (٢) سِماطَين أربعة فراسخ على أسلوب واحد، وقيل: إنما كان ذلك سنة إحدى وتسعين.

وفي هذه السنة هرب يزيد بن المهلب وإخوته من سجن الحجاج إلى الشام، وكان قد حبسهم وضيَّق عليهم، وقيل: كان ذلك في سنة أربع وتسعين، وهو الأصح وسنذكره هناك.

وحجّ بالناس عمر بن عبد العزيز ، وكان على المدينة.


(١) نسبه إلى جده، وهو عبد الله بن عبد الرحمن بن حجيرة. السالف ذكره.
(٢) في الطبري ٦/ ٤٤٧: فصلب منهم.