للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كنتُ أرجو نَدَاك والشامُ دوني … كرَجاءِ الأَسيرِ فَكَّ القُيودِ

ثم لم يُخلف الرّجاءَ ولكن … زاد فوق الرَّجاءِ كلَّ مَزيدِ

ومن أولاد خالد: حَرْب بن خالد لأُمِّ ولد، وكان جوادًا مُمَدَّحًا، قدم عليه داود بن سَلْم الشَّاعر، فقام غلمانه إليه، فأخذوا دوابَّه، وأنزلوه وأكرموه، فقال: [من المتقارب]

ولما دفعتُ لأبوابهم … ولاقيتُ حَرْبًا لقيتُ النَّجاحا

وَجَدْناه يَحْمَدُه المُرْتَجون … ويأبى على العُسْرِ إلَّا سَماحا

فأجازه جائزةً سَنيّة، وارتحل فلم يقم إليه أحد من غِلمانه ولا عاونوه، فقال: ما بالكم؟ فقالوا: نحن نُكرم من ينزل بنا، أما إذا رحل عنا فلا.

فلما قدم داود المدينة حكى للغاضِرِيّ فِعلَ غلمان حَرْب، وأنشده البيتين، فقال: والله إنَّ فِعلَ غِلمانه معك أحسن من شعرك فيه (١).

قال ابن عساكر: وكان لخالد ولد يقال له (٢): عبد الله لأم ولد، وكان له ولد اسمه علي بن عبد الله، يُعرف بأبي العَمَيطَر، خرج في أيام المأمون بدمشق، وسنذكره.

قصة تزويج خالد بن يزيد برَمْلَة بنت الزُّبير بن العوَّام:

ذكر الخرائطي -وقد تقدم إسنادنا إليه- فقال: حَدَّثَنَا محمَّد بن يزيد المبرِّد، حَدَّثَنَا هشام، عن أبي عبيدة معمر بن المثنّى قال (٣): حجّ عبد الملك بن مروان، وحج معه خالد بن يزيد -وكان من رجالات قريش المعدودين وعلمائهم، وكان عظيم القدر عند عبد الملك- فبينا هو يطوف بالبيت إذ بَصُر برَمْلَة بنت الزُّبير، فعشقها عِشقًا شديدًا، ووقعت بقلبه وقوعًا متمكّنًا.

فلما أراد عبد الملك القُفول همَّ خالد بالتخلف عنه، فوقع بعبد الملك تُهمة، فبعث إليه فسأله عن أمره فقال: يَا أمير المُؤْمنين، رَمْلَة بنت الزُّبير، رأيتُها تطوف بالبيت فأذهلت عقلي، والله ما أبديت إليك ما بي حتَّى عِيل صبري، ولقد عرضت النّومَ على


(١) "أنساب الأشراف" ٤/ ٤٠٦ - ٤٠٧، و"تاريخ دمشق"٤/ ٣١٧ - ٣١٨ (مخطوط).
(٢) في (أ) و (د): ولد اسمه. وانظر "تاريخ دمشق" ٣٣/ ٢٣٥.
(٣) من قوله: ذكر الخرائطي … إلى هنا من (ص)، بدله في النسخ: قال معمر بن المثنَّى.