للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلت: وهذا هو الصحيح؛ لأن أم البنين بنت عبد العزيز بن مروان أخت عمر بن عبد العزيز؛ كانت من العفائف العابدات، ذكرها ابن أبي الدنيا في كتاب "العوائد"، والموفَّق في "التوابين" (١).

وقول الخرائطي: إنها وُجدت مَيتة على الحُفرة لا يصحّ؛ لأن أم البنين توفيت في سنة سبع عشرة ومئة باتفاق أهل السِّيَر، والوليد مات في سنة ست وتسعين.

وكذا قول الخرائطي: إن الوليد تزوج أم البنين بنت عبد العزيز بمكة خطأ؛ لأن أباه زوَّجه بها في حال حياته، وذكرنا أن عبد الله بن جعفر كتب إليها لتَشفعَ في ابن قيس الرّقيّات عند عبد الملك بن مروان، وهذا ما انتهى إلينا، والله أعلم.

ومن شعر وَضّاح قوله: [من البسيط]

لا قُوَّتي قُوَّةُ الرّاعي قَلائصَهُ … يأوي فيأوي إليه الكلبُ والرُّبَعُ

ولا العَسِيفُ الذي يَشتَدُّ عُقْبَتَهُ … حتَّى يَبيتَ وباقي نَعلِه قِطَعُ

لا يَحملُ العبدُ فينا فوق طاقَتِه … ونحن نحمِلُ ما لا تحملُ القَلَعُ

منّا الأناةُ وبعضُ القومِ يَحسبُنا … أنَّا بِطاءٌ وفي إبطائنا سَرَعُ (٢)


(١) في خبر أورده لها ص ١٦٨ مع عزة صاحبة كثير.
(٢) "شرح ديوان الحماسة" للمرزوقي ٦٤٥ - ٦٤٧. قوله: والرُّبَعُ: ما نُتج في الرَّبيع، والقلائص: النُّوق الشابّة الفتية، والعَسِيف: الأجير، والعُقْبَة: قيل: فرسخان، ويشتد: يعدو، والقَلَع: جمع قلعة، وهي الهضاب العظام.