للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أوقال ابن قتيبة:] لما احتُضر الحجاج قال للمُنَجِّم: هل ترى مَلِكًا يموت؟ قال: نعم ولستَ به، ذاك اسمُه كُلَيب، فقال: أنا والله إياه؛ كانت أمّي تسمّيني كُلَيبًا (١).

وقال أبو الفرج الأصبهاني: ذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب على منبر الكوفة ثقيفًا وقال: لقد هممتُ أن أضعَ عليها الجِزية؛ وذلك لأن ثقيفًا كان عبدًا لصالح نبي الله، وأنه سَرَّحه إلى عاملٍ له على الصَّدقة، فأخذها وهرب إلى الطائف فاستوطنه، وإني أُشهدكم أني رَدَدتُهم في الرّقّ.

وروى [عكرمة] عن ابن عباس: أن ثقيفًا كان عبدًا لامرأة صالح [واسمه قيس بن مُنَبّه] واسم مَولاته الهيجمانة بنت سعد، فوهبته لصالح، فبعثه إلى عامل له ليأتيه بصدقة، فمرَّ برجلٍ معه غَنَم، وله ابنُ صغير قد ماتت أمُّه، وهو يَرضع من شاة ليس في الغنم لَبُون غيرها، فأخذ الشاة، فناشده الله فأبى، فأعطاه عشرَ شِياه عِوضها فأبى، فأعطاه جميعَ غنمه فأبى، فرماه الرجل بسهم فقتهله، وأتى صالحًا فأخبره فقال: أبعده الله، وأمر بقَبره فرُجِم، ويقال: إنه أبو رغال من ولد ثَقيف.

[وقال أبو الفرج الأصفهاني:] خطب الحجاج بالعراق وقال: بلغني أنكم تقولون: إن ثَقيفًا بقيَّةُ ثَمود، وهل نجا من ثمود إلا خيارُهم، ومَن آمن بصالح بقي معه، أليس الله يقول: ﴿وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى (٥١)[النجم: ٥١]؟ وبلغ الحسن البصري فتضاحك وقال: حكم اللُّكَعُ لنفسه، وليس الأمر كما قال؛ لأن معنى قوله تعالى: ﴿وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى﴾ أي: أهلكهم، وبلغ الحجاج فتوارى حتى مات الحجاج.

وكان يوسف أبو الحجاج رجلًا عاقلًا، وكان يَذُمُّ الحجاج، ويُقَبِّح أفعاله في صغره وقبل ولايته.

ذكر مولد الحجاج [وما يتعلق به:

واختلفوا فيه، فذكر أبو القاسم بن عساكر (٢) أنه] وُلد في سنة تسع وثلاثين، وقيل: سنة أربعين، أو إحدى وأربعين، أو اثنتين وأربعين.


(١) "المعارف" ٣٩٧، وما بين معكوفين من (ص).
(٢) في تاريخه ٤/ ٢٠٩ (مخطوط). وما بين معكوفات من (ص).