للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر طرف من أخباره وإطعامه الطعام.

[ذكر أحمد بن محمد الهمداني في كتاب "البُلدان" قال:] أول من أطعم على ألف خِوان الحجاج بن يوسف، كان يُقعد على كلِّ خِوان عشرةَ رجال، وعليه جَنْبُ شِواء، وثَرِيدة، وسَمَكة، وبَرْنيَّةٌ فيها عَسَل، وأخرى فيها لَبَن، وكان يقول لمن يَحضر غدَاءه وعَشاءه: رسولي إليكم الشَّمس، فإذا طلعت فاغدوا على غدائكم، وإذا غربت فروحوا إلى عشائكم.

[وكذا ذكر ابن عساكر: أنه كان يُطعم كل يوم على ألف خِوال (١)، قال: وكان له دار بدمشق بقُرب قَصر ابن أبي الحديد، ويقال لها: دار الزَّاوية.]

وقال الشعبي: رأيتُ موائدَ الحجاج، وكان على كلِّ خِوان عشرة ألوان، وإوزّة، وسمكة، وكان الحجاج يُحمَل في مِحَفَّة، ويُدار به على الموائد يتفقَّدها ويقول: اكسروا الأرغفة لئلا تُعاد إليكم.

قال: ورأى يومَّا إوَزّة وليس عليها سُكّر، فأمر بضرب الطبَّاخ مئتَي سَوط، فكان الغِلمان لا يمشون إلا وخرائط السُّكَّر على أوساطهم.

[قال الشعبي:] وكان طعامُه لأهل الشام خاصّةً دون أهل العراق، فلما ولي يوسف بن عمر لهشام [بن عبد الملك العراق] كان طعامه للناس عامّة، كان يُطعم في كل يوم على خمسة آلاف خِوان لأهل الشام وأهل العراق، فكانوا يرون طعامَ يوسف بن عمر أحمد عند الله وعند الناس (٢).

وذكر عند أبي وائل (٣) طعام الحجاج وإطعامه للناس فقال: اللهم أطعم الحجاج من ضَريع، لا يُسمن ولا يُغني من جُوع.

وقيل للشَّعبي: من أين كان يُطعم الحجاج؟ فقال: كان بيده مَغَلُّ العِراقَين وخراسان، لا يَحمل منه إلى بني مروان شيئًا.


(١) لم أقف على هذا القول في "تاريخ دمشق"، وما بعده فيه ٤/ ٢٠٨. وما بين معكوفين من (ص).
(٢) انظر "العقد الفريد" ٥/ ١٤ - ١٥، و "أنساب الأشراف" ١٢/ ٣٥٥.
(٣) في (ص): وحكى يوسف بن سعد بن أبي وائل. ولعله تحريف صوابه: وحكى محمد بن سعد عن أبي وائل.
والخبر في طبقاته ٨/ ٢١٩، و"تاريخ دمشق" ٤/ ٢٥١. وأبو وائل: هو شقيق بن سَلَمة.