كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان

السنة السابعة والتسعون - موسى بن نصير - ج: 10 - ص: 162

[وقال يعقوب بن سفيان: كان ذلك في سنة أربع وتسعين]، وقدم معه بالتاج الذي أنزل من السماء على سليمان ﵇، فدخل موسى يوم الجمعة والوليد يخطب، فبهت الوليد مما رأى، وسأله عمر بن عبد العزيز ﵁ عن أعجب ما رأى في البحر، فقال موسى: انتهينا إلى جزيرة، فرأينا فيها ستة عشر جرة خضراء مختومة بخاتم سليمان ﵇، فأمرتُ بواحدة فنُقبت، وإذا بشيطان يُنغِض رأسَه ويقول: والذي بعثك بالحق وأكرمك بالنبوة؛ لا أعود بعدها أفسد في الأرض، ثم نظر فقال: والله ما أرى سليمان ولا ملكه، ثم ساح في الأرض فذهب، فرددتُ الجرار إلى مكانها (١).

[قال خليفة:] وفي سنة تسع وثمانين أغزى موسى ابنه مروان إلى السوس الأقصى، فبلغ السبي أربعين ألفًا (٢).

وولد مروان بن موسى: عبدَ الملك بنَ مروان بن موسى بن نُصَير، ولّاه مروان بن محمد الجَعديّ مصر، وكان حسن السيرة (٣).

[ذكر وفاته:

قال الحُميدي في "تاريخ المغرب":] مات موسى بن نُصير مع سليمان في الحج سنة سبع وتسعين.

[واختلفوا في أي مكان؛ فقيل:] بالمدينة وقيل: بمرِّ الظّهران، وقيل: بوادي القرى، وصلى عليه سليمان [بن عبد الملك.

وقال أبو القاسم بن عساكر:] وكان أعرج (٤).

أسند عن تميم الدّاري، وروى عنه ابنه عبد العزيز بن موسى، واستشهد ابنه عبد العزيز هذا في حياة أبيه، وروى عنه أيضًا يزيد بن مسروق (٥) اليَحْصُبيّ.

---

(١) "تاريخ دمشق" ١٧/ ٤١١ - ٤١٢.
(٢) "تاريخ خليفة" ٣٠٢، و"تاريخ دمشق" ١٧/ ٤٠٩ (مخطوط).
(٣) "تاريخ دمشق" ٤٣/ ٢٩٣ - ٢٩٤.
(٤) "تاريخ دمشق" ١٧/ ٤٠٧، ٤١٢ - ٤١٣، وجاء بعد هذا الكلام في (ص): تم الجزء العاشر بحمد الله وعونه وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا برحمتك يا أرحم الراحمين ويتلوه في الجزء الحادي عشر السنة الثامنة والتسعون وفيها جهز سليمان بن عبد الملك بن مروان.
(٥) في النسخ خلا (ص): مروان، والمثبت من "تاريخ دمشق" ١٧/ ٤٠٧، و"السير"٤/ ٤٩٧ والمصادر فيه.