للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالسُّلَّاء (١). فقال الله: قد هوَّنَّا عليك.

وحكى الحافظ في "تاريخ دمشق" عن ابن عمر قال: قال الله تعالى: يا جبريل، خذ ريحانةً من رياحين الجنَّة وانطلق بها مع ملك الموت إلى خليلي وحيِّه بها، وقل له: الخليل إذا طال به العهد أما يشتاق إلى خليله؟ ففعل، فقال الخليل: بلى قد اشتقت إلى لقائه. ثم شمَّ الريحانة فمات (٢).

وقال ابن سعد بإسناده عن هشام بن محمد عن أبيه قال: خرج إبراهيم إلى مكة ثلاث مرات، ودعا الناس إلى الحج في آخرهن، فأجابه كلّ شيء سمعه، فاوَّل من أجابه جرهم قبل العماليق ثم أسلموا ورجع إبراهيم إلى الشام فمات به وهو ابن مئتي سنة (٣).

وقال مجاهد: مات جماعة من الأنبياء فجأة، منهم الخليل وداود وسليمان والصالحون، وهو تخفيف على المؤمن وتشديد على الفاجر.

وقال وهب: دفن إبراهيم في مغارة حِبْرَى بإزاء سارَة، ثم دفن أولاده وأولاد أولاده وأهله في المغارة، وبينها وبين القدس عشرة أميال. ولما طال الزمان عفت آثارها. فلما بعث سليمان أوحى الله إليه بعد ما بنى البيت المقدس أنْ ابنِ على خليلى حَيْرًا عاليًا يعرف به قبره، فخرج سليمان فأتى القرية التي شمالي حِبْرَى، ويقال لها: بيت الرَّامة، فبنى هناك بنيانًا وآثاره فيه، فأوحى الله إليه: ليس هو ها هنا ولكن انظر إلى النور المتدلي من السماء فاتْبَعْهُ، فنظر فإذا هو بالنور على حِبْرَى، فبنى عليه البنيان القائم اليوم، أمر الشياطين فبنته.

وفي حديث المعراج عن النبي أنه قال: "مرَرتُ بقبرِ أبي إبراهيمَ فقال لي جبريلُ: انزلْ فصلِّ هنا ركعتين" (٤).


(١) في النسخ: "بالسل" والمثبت من تاريخ دمشق ٦/ ٢٥٦. والسُّلّاء: شوك النخل، واحدته: سُلّاءَة. وأخرجه ابن عدي في الكامل ٢/ ١٥٢ من حديث أبي هريرة.
(٢) "تاريخ دمشق" ٦/ ٢٥٥ - ٢٥٦.
(٣) "الطبقات الكبرى"١/ ٤٨.
(٤) أخرجه ابن الجوزي في فضائل بيت المقدس ١٢٠، وفيه بكر بن زياد الباهلي، قال ابن حبان: دجال يضع الحديث، ثم ساق له هذا الحديث، ثم قال: وهذا شيء لا يشك عوام أصحاب الحديث أنه موضوع. انظر ميزان الاعتدال (١٢٢٢).