للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان شجاعًا صاحب غزو، وكان أبوه مروان قد ولاه أرمينية، وكان عبدُ الملك يحسُدُه على شجاعته، فتهيَّأ محمَّد للمسير إلى أرمينية مفارقًا لأخيه عبد الملك، فدخل عليه مودّعًا وأنشده:

وإنك لا تَرى طَرْدًا لحرٍّ … كإلصاقٍ به بعضَ الهوانِ

فلو كنَّا بمنزلةٍ جميعًا … جريتَ وأنتَ مضطربُ العِنانِ

فرقَّ له عبدُ الملك، وقال: يَا أخي، أَقِمْ، فواللهِ لا رأيتَ منِّي ما تكره بعدَها (١).

وفي سنة ثلاث وسبعين غزا قيسارَيَّة من أرض الروم إلى مَرْعَش.

وغزا سنةَ ستٍّ وسبعين من ناحية مَلَطْيَة.

وغزا أَيضًا سنة اثنتين وثلاث وأربع وخمس وسبع وثمانين أرمينية، وصاف بها وشَتَا (٢).

وفي سنة تسعين فتح باب الأبواب ومعظم حصونِه (٣).

وفي سنة إحدى وتسعين عزلَ الوليدُ بنُ عبد الملك محمدَ بنَ مروان عن الجزيرة وأرمينية وأذربيجان، وولَّاها مَسْلَمةَ بنَ عبد الملك، فسار إلى باب الأبواب، ونصبَ عليها المجانيق فَهَدَّ حائط الباب (٤).

وفي سنة إحدى ومئة مات محمَّد بن مروان.

وكان له من الولد مروانُ، آخِرُ خلفاء بني أمية، وأمُّه أم ولد. ويزيدُ، وأمُّه رَمْلَة بنت يزيد بن عُبيد الله بن شيبة بن ربيعة بن عبد شمس. وعبدُ الرَّحْمَن، وأمُّه أمُّ جميل بنت عبد الرَّحْمَن بن زيد بن الخطاب. ومنصور، لأمِّ ولد. وعبدُ العزيز، لأمِّ ولد. وعبدة، ورَمْلة، لأمَّهات أولاد (٥).


(١) تاريخ دمشق ٦٤/ ٣١٣ (طبعة مجمع دمشق).
(٢) ينظر "تاريخ دمشق" ٦٤/ ٣١٠ - ٣١٢.
(٣) المصدر السابق ٦٤/ ٣١٢. وباب الأبواب -ويسمى الباب- مدينة على بحر طبرستان (بحر قزوين)، وفي وسطها مُرْسىً للسفن على جانبي سدَّين مُحكمي البناء، وجُعل مدخلُه ملتويًا، ولا تمر به المراكب والسفن إلَّا بإذن. وهي من أهم الثغور، وهي الدَّرْبَند. ينظر "معجم البلدان" ١/ ٣٠٣.
(٤) تاريخ دمشق ٦٤/ ٣١٣.
(٥) طبقات ابن سعد ٧/ ٢٣٣.