للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كان عابدًا ورعًا مَهِيبًا، وكان يكرهُ الشُّهرة؛ إذا عظُمَتْ حَلْقَتُه قام (١).

وكان إذا كتب إلى الوليد بن عبد الملك بدأ بنفسه (٢).

وكان يحبُّ الغَزْو، وهو أول من ضُرب له فُسطاط بدابِق (٣).

وقال [أبو نُعيم فيما رواه عنه أنه قال:] ما من عبدٍ إلا وله عينان في وجهه يُبصر بهما أمرَ الدنيا، وعينانِ في قلبه يُبصر بهما ما وعدَ الله تعالى بالغيب، فإذا أراد الله بعبده خيرًا فتح عينيه اللتين في قلبه، وإذا أراد به شرًّا تركه على ما هو عليه. ثم قرأ: ﴿أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (٢٤)(٤) [محمد: ٢٤].

وكان خالد يسبِّح كلَّ يوم أربعين ألف تسبيحة سوى ما يقرأ من القرآن، فلما مات وجُعل على سريره ليُغسَّل؛ جعلَ يحرِّك أصبعيه. يعني بالتسبيح (٥).

[ذكر وفاته]:

وتوفِّي في خلافة يزيد بن عبد الملك في سنة ثلاث ومئة وهو صائم، وكان ثقة.

[قال الهيثم:] ومات بطرسوس غازيًا (٦).

وأسند عن جماعة من الصحابة: أبي عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جَبَل، وعُبادة بن الصامت، وأبي الدرداء، وأبي هريرة، وعبد الله بن عُمر، وأبي أُمامة، وثوبان، والمقدام بن معدي كَرِب، وأبي ذرّ الغِفاري، وعبد الله بن بُسْر، وغيرهم.

وكان يقول: أدركتُ سبعين من أصحاب رسول الله .


(١) تاريخ دمشق ٥/ ٥٢٠ (مصورة دار البشير).
(٢) ينظر المصدر السابق ٥/ ٥١٩ - ٥٢٠.
(٣) تاريخ دمشق ٥/ ٥٢٠. ودابِق: قرية قرب حلب من أعمال عزاز، بينها وبين حلب أربعة فراسخ. معجم البلدان ٢/ ٤١٦.
(٤) حلية الأولياء ٥/ ٢١٢ - ٢١٣، وما سلف بين حاصرتين من (ص). وذكر ابن عساكر الخبر في "تاريخه" ٥/ ٥٢٢ من طريق آخر.
(٥) حلية الأولياء ٥/ ٢١٠، وتاريخ دمشق ٥/ ٥٢٢ (مصورة دار البشير).
(٦) ينظر "طبقات" ابن سعد ٩/ ٤٥٨، و"تاريخ دمشق" ٥/ ٥٢١ - ٥٢٣.