للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[قال: وقال طاوس: إذا سلَّم عليك الذِّمِّي فقل: علاك السلام] (١).

وكان يقول: عجبتُ لإخواننا بالعراق كيف يُسمُّون الحَجَّاج مؤمنًا (٢). وكان إذا مرَّ بالرؤوس في الروَّاسين فرآها مشوية لم ينعس (٣) تلك الليلة من [شدَّة] خوفه.

ومرَّ يومًا فرأى رأسًا مشويًّا فصعق (٤).

ومرَّ وقت السَّحَر [برجل نائم فقال: ما كنت أُرى أن أحدًا ينام وقت السَّحَر] (٥).

وبعث إليه محمد بن يوسف وأيوب بن يحيى بخمس مئة دينار، وقالا (٦) للرسول: إنْ أخذَها كسَيناك، وأحْسَنَّا إليك. فأتى بها إلى طاوس وقال: هذه نفقةٌ أرسلَ بها إليك الأمير. قال: ما لي بها حاجة. ثم غفلَ عنه طاوس، فرمى بها في كُوَّة البيت، ثم ذهب فقال: قد أخَذَها. فلبثا حينًا، ثم بلغهما عنه شيء يكرهانه، فأرسلا إليه أن ابعث إلينا بمالنا. [فجاءه الرسول، فأخبره، فقال: واللهِ ما قبضتُ لهما مالًا. [وعرفا أنَّه صادق]، فقالا للرسول الَّذي بعثا معه المال: اذهب إليه. فجاء إليه فقال: [المالُ] الَّذي جئتُ به إليك؟ قال: هل قبضتُ منك شيئًا؟ قال: لا. قال: فأين وضعتَه؟ قال: في تلك الكوّة. قال: فأبصِرْهُ حيث وضعتَه. فمدَّ يده إلى الكوّة [فإذا بالصُّرَّة قد سدَّى عليها العنكبوت، فأخذَها ومضى بها إليهما.

[قال أبو نُعيم:] وجلس إليه ابنان لسليمان (٧) بن عبد الملك، فلم يكترث بهما، فقيل له: ولد أمير المؤمنين! فقال: أردتُ أن يتعلَّما أن لله عبادًا يحتقرون ما هم فيه.


(١) طبقات ابن سعد ٧/ ٩٩. وهذا الكلام بين حاصرتين من (ص).
(٢) طبقات ابن سعد ٨/ ١٥٥. قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" ٥/ ٤٤ بعد إيراده الخبر: يشير إلى المرجئة منهم الذين يقولون: هو مؤمن كامل الإيمان مع عسفه وسفكه الدماء وسبِّه الصحابة.
(٣) في (ص): يتعشَّ.
(٤) حلية الأولياء ٤/ ٤، وصفة الصفوة ٢/ ٢٨٥.
(٥) حلية الأولياء ٤/ ٦ (ونُسب الكلام في ص إليه)، وصفة الصفوة ٢/ ٢٨٩، والكلام بين حاصرتين من (ص).
(٦) كذا في (ص). وفي (خ): وقالوا. وسياق الخبر في النسختين على الاثنين. وقد نُسب الخبر في (ص) إلى يعقوب بن سفيان، وهو عنده في "المعرفة والتاريخ" ١/ ٧٠٨ وفيه أن محمد بن يوسف أو أيوب بن يحيى بعث إلى طاوس … إلخ، والخبر فيه على الإفراد، وكذا هو عند عبد الرزاق (٢١٠٣٢)، و"حلية الأولياء" ٤/ ١٤. ومحمد بن يوسف هو أخو الحجاج. والكلام الآتي في الخبر بين حاصرتين من (ص).
(٧) كذا في (خ) و (ص). وفي "حلية الأولياء" ٤/ ١٦ (والخبر منه): ابن لسليمان … وهو كذلك في "صفة الصفوة" ٢/ ٢٨٧.