كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان

السنة العاشرة بعد المئة - وهب بن منبه اليماني - ج: 10 - ص: 483

وروى ابنُ سعد عن وَهْب أنه] قال: لقد قرأتُ اثنين وتسعين كتابًا كلّها أنزلت من السماء، اثنان وسبعون منها في الكنائس وفي أيدي الناس، وعشرون لا يعلمها إلا قليل، وجدتُ في كلِّها أنَّ من أضافَ إلى نفسه شيئًا من أمر المشيئة فقد كفر.

قال: وقرأت ثلاثين كتابًا أُنزلت على ثلاثين نبيًّا.

[قال:] ولبث وَهْب اربعين سنةً لم يسبَّ شيئًا فيه روحٌ، ولبث عشرين سنة لم يجعل بين العشاء والصبح وضوءًا.

و [قال محمد بن عمر:] مات [وَهْب] بصنعاء سنة عَشر ومئة.

[هذا صورة ما ذكره ابن سعد (١).

قلت: ولم يُنصف وَهْبًا، فإنه أعظمُ ممَّا ذكر. والحديثُ الذي رواه عن النبي ﷺ في ذكر وَهْب وغَيلان لا يصحّ. ذكره جدِّي في "الموضوعات" (٢).

قال الزُّبَيْر بن بكَّار: ومعنى من الأبناء: الذين بعثهم كسرى من فارس إلى اليمن، فأجْلَوْا السُّود عنها، وقد ذكرناه (٣).

وقال أبو القاسم بن عساكر: قال هشام (٤): كان وَهْب وهمَّام (وعبد الله) ومعقل ومسلمة (٥) بنو منبّه من خُراسمان من بلدة هراة (ومنبّه من أهل هراة، خرج) فوقع في فارس أيام كسرى، وكسرى أخرجه (من هراة) ثم أسلم على عهد رسول الله ﷺ، وحسُن إسلامُه (٦).

---

(١) في "الطبقات" ٨/ ١٠٢ - ١٠٣. وكلُّ ما وقع من كلام بين حاصرتين من (ص).
(٢) أورده فيه ابن الجوزي من طريقين (٦٦٦) (٦٦٧) وقال: هذا حديث موضوع، ونقل عن ابن حبّان قوله فيه: لا أصل بهذا الحديث.
(٣) وقال ابن منظور في "اللسان": يقال لأولاد فارس الأبناء، وهم الذين أرسلهم كسرى مع سيف بن ذي يزن لما جاء يستنجدهم على الحبشة، فنصروه … وتزوَّجوا في العرب، فقيل لأولادهم: الأبناء.
(٤) كذا في (ص) (والكلام منها). وليس هو في "تاريخ دمشق" عن هشام، بل هو فيه ١٧/ ٩٥٠ (مصورة دار البشير) من طريق أحمد بن الأزهر، قال: سمعت مسلمة بن همّام بن مسلمة بن همام بن منبّه يذكر عن آبائه …
(٥) في (ص) (والكلام منها): سلمة، والمثبت من "تاريخ دمشق" وغيره. واسم "عبد الله" الموضوع بين قوسين عاديين، منه ومن المصادر.
(٦) تاريخ دمشق ١٧/ ٩٥٠ (مصورة دار البشير) وما سلف فيه بين قوسين عاديين منه.