للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والسَّادس: كان في رأسه شبه القرنين، وقد رويت هذه الأقوال الأربعة عن وهب أيضًا.

والسَّابع: لأنَّه كان له غديرتان من شعر، قاله الحسن وابن الأنباري، قال: والعرب تسمِّي الضفيرتين من الشعر غديرتين.

قلت: وقد أشار الجوهري إلى هذا فقال: "والقرن الخصلة من الشعر" ومنه قول أبي سفيان في الرُّوم: ذات القُرُون (١).

قال الأصمعي: أراد قرون شعورهم وكانوا يطوِّلون ذلك، يعرفون به، وللرَّجل قرنان أي ضفيرتان. وذو القرنين لقب إسكندر الرُّومي، وكان يقال للمنذر بن ماء السَّماء ذو القرنين لضفيرتين كان يضفرهما في قرني رأسه فيرسلهما. هذا صورة كلام الجوهري (٢).

والثامن: لأنَّه كان كريم الطرفين من أهل بيت ذوي شرف من قبل أبويه، قاله الشعبي.

والتاسع: لأنَّه انقرض في زمانه قرنان من النَّاس وهو حيٌّ، قاله ابن المسيَّب.

والعاشر: لأنَّه سلك الظلمة والضوء، قاله الرَّبيع.

والحادي عشر: لأنَّه كان إذا قاتل قاتل بيده وركائبه جميعًا.

والثاني عشر: لأنَّه أُعطي علم الظاهر والباطن جميعًا، حكاهما الثعلبي (٣).

واختلفوا في زمان كونه على أقوال:

أحدها: في القرن الأول من ولد يافث بن نوح، قاله علي ، وأنه ولد بأرض الروم.

والثاني: أنَّه بعد ثمود، قاله الحسن.


(١) قال أبو سفيان للعباس عندما رأى طاعة المسلمين للنبي : يا أبا الفضل، ما رأيتُ كاليوم طاعةَ قومٍ، لا فارس الأكارم، ولا الروم ذات القرون. انظر "الروض الأنف" ١/ ٣٨٠.
(٢) "الصحاح" (قرن).
(٣) انظر "عرائس المجالس" ص ٣٦٢ - ٣٦٣.