للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إنَّ العيونَ التي في طَرْفها مَرَضٌ … قَتَلْنَنَا ثم لم يُحيينَ قَتْلانا

يَضرعنَ ذا اللُّبِّ حتى لا حِراكَ بهِ … وهُنَّ أضْعَفُ خلقِ اللهِ أركانا

أتْبَعتُهُم مُقْلَةً إنسانُها غَرِقٌ … هل ما ترى تاركٌ (١) للعين إنسانا

يا حَبَّذا جَبَلُ الرَّيَّانِ من جَبَلٍ … وحَبَّذا ساكنُ الرَّيَّانِ مَنْ كانا

هلْ يَرجِعَنَّ وليس الدهرُ مُرتَجِعًا … عيش (٢) بها طالما احلَوْلَى وما لانا

ومن شعره:

لمَّا تذكَّرتُ بالدَّيرَينِ أرَّقَني … صوتُ الدَّجاجِ وقَرعٌ بالنَّواقِيسِ

فقلتُ للرَّكْبِ إذْ جدّ الرَّحيلُ بنا … يا (٣) بُعدَ يَبْرِينَ من باب الفَراديسِ (٤)!

هل دعوةٌ من جبال الثلج مُسْمِعةٌ … أهلَ الإياد وَحَيًّا بالنَّباريس (٥)

يَخْزَى الوشيظُ إذا قال الصميمُ (٦) لهم … عُدُّوا الحصى ثم قيسوا بالمقاييسِ

وابنُ اللَّبونِ إذا ما لُزَّ في قَرَنٍ … لم يَسْتَطِع صَوْلَةَ البُزْلِ القَناعِيسِ (٧)

قد جَرَّبَتْ عَرَكي في كلِّ معتركٍ … غُلْبُ الأسودِ فما بالُ الضغابيسِ (٨)


(١) في (ب) و (خ) (والكلام منهما): نازل. والمثبت من المصادر السابقة.
(٢) في (ب) و (خ): عيشًا. والمثبت من المصادر السابقة.
(٣) في "الديوان" ص ٢٥٠ (طبعة صادر)، و"المنتظم" ٧/ ١٤٧: ما. وهو في: "معجم البلدان" ٥/ ٤٢٧ بمثل روايتنا.
(٤) يَبْرين: من أصقاع البحرين (منطقة الأحساء)، ينظر "معجم البلدان" ٥/ ٤٢٧. وباب الفراديس بدمشق.
(٥) جبال الثلج؛ ذكر ابنُ حبيب في "شرح الديوان" ١/ ١٢٧ أنها بالشام. والإياد: موضع بالحَزْن لبني يربوع بين الكوفة وفَيد، والنَّباريس: شباك لبني كليب، وهي الآبار المتقاربة. ينظر الشرح المذكور، و"معجم البلدان" ١/ ٢٨٧ و ٥/ ٢٥٦ وأورد فيه ياقوت بيت جرير هذا في الموضعين المذكورين.
(٦) الوشيظ: التابع، والصميم من كل شيء: المحض الخالص. ووقع في (ب) و (خ): مجرى، بدل: يخزى، والمثبت من "الديوان" ص ٢٥٠ (طبعة دار صادر).
(٧) ابن اللَّبون: ولد الناقة الذي دخل في السنة الثالثة، والقَرَن: الحَبْل الذي يُقرن به البعيران، والبُزْل: جمع بازل، وهو البعير الذي طلع نابُه، وذلك في السنة الثامنة أو التاسعة، والقناعيس: جمع قِنْعاس، وهو من الإبل: العظيم.
(٨) الضَّغابيس: جمع ضُغْبُوس، وهو الرجل الضعيف. ينظر "القاموس". وتُنظر الأبيات في "الديوان" ٢٤٩ - ٢٥١ (طبعة دار صادر) ضمن قصيدة.