للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إليَّ برحمة منه فأفوزَ بها عنده غدًا. ثم طافَ بالبيت، وجاء إلى المقام، فصلَّى عنده ركعتين، فلمَّا رفعَ رأسَه إذا موضعُ سجوده مبتلٌّ من دموع عينيه (١).

وكان محمد إذا ضحك قال: اللهم لا تَمْقُتْني (٢).

وقال: كان لي أخٌ عظيمٌ في عيني، والذي عظَّمه في عيني صِغَرُ الدنيا في عينه (٣).

وقال: ما من عبادةٍ أفضلَ من عفَّةِ بطنٍ أو فَرْج، وما من شيءٍ أحبَّ إلى الله من أن يُسأل، وما يدفعُ القضاءَ إلا الدعاء، وإنَّ أسرع الخير ثوابًا البرُّ والعدل، و [إنَّ] أسرعَ الشرِّ عقوبةً البغي، وكفى بالمرء عيبًا أن يُبصر من الناس ما يعمى عليه من نفسه، وأن يأمرَ الناسَ بما لا يستطيعُ التحوُّلَ عنه، وأن يؤذيَ جليسَه بما لا يعنيه (٤).

وقال عُبيد الله بن الوليد: قال لنا محمد بن علي: أيُدخِلُ أحدُكم يدَه في جيب صاحبه فيأخذَ ما يريد؟ قلنا: لا. قال: فلستُم إخوانًا كما تزعمون (٥).

وقال الأسود بن كثير: شكوتُ إلى محمد الحاجة وجفاء الإخوان، فقال: بئس الأخُ أخٌ يرعاك غنيًّا وَيقطعك فقيرًا. ثم أمر غلامه، فأخرجَ كيسًا فيه سبعُ مئة درهم، فدفعَه إليَّ وقال: استَنْفِقْ هذه، فإذا نفدت فأَعْلِمْني (٦).

وقال محمد بن عليّ: مَنْ عَبَدَ الاسم دون المعنى فإنه يعبدُ المسمَّى، ومن عبدَ المعنى دون الاسم فإنه يُخبرُ عن غائب، ومن عبدَ الاسمَ والمعنى فإنَّه يعبد إلهين، ومن عبدَ الاسم بتقريب الاسم إلى حقيقة المعرفة فهو مُوَحِّد (٧).

وقال: شيعتُنا ثلاثةُ أصناف: صنفٌ يأكلون بنا الناسَ، وصنفٌ ينهشمُ مثل الزُّجاج، وصنفٌ مثل الذَّهَب الأحمر، كلَّما دخل النار ازدادَ جَوْدةً (٨).


(١) المصدر السابق، وصفة الصفوة ٢/ ١١٠.
(٢) حلية الأولياء ٣/ ١٨٥، وصفة الصفوة ٢/ ١١٠.
(٣) حلية الأولياء ٣/ ١٨٦، وصفة الصفوة ٢/ ١١١.
(٤) حلية الأولياء ٣/ ١٨٧ - ١٨٨، وتاريخ دمشق ٦٣/ ٣٢١ (طبعة مجمع دمشق)، وصفة الصفوة ٢/ ١١١.
(٥) حلية الأولياء ٣/ ١٨٧، وتاريخ دمشق ٦٣/ ٣٢٠، وصفة الصفوة ٢/ ١١١ - ١١٢، والمنتظم ٧/ ١٦٢.
(٦) مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا (٢٩٢)، وصفة الصفوة ٢/ ١١٢.
(٧) لم أقف عليه.
(٨) حلية الأولياء ٣/ ١٨٣، وتاريخ دمشق ٦٣/ ٣١٨.