للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال ابن معين: حجَّ عطاء سبعين حجةً (١).

[قلت: يعني من مكة إلى عرفات].

وقال الهيثم: حجَّ عبد الملك [بن مروان] فدخل عليه عطاء وهو جالسٌ على سريره وحولَه الأشراف، فقام له قائمًا وأجلسَه معه على سريره وقال له: يا أبا محمد، سَلْ حاجتَك. فقال: اتَّقِ الله في حَرَمِ الله وحَرَمِ رسولِه وأولادِ المهاجرين والأنصار، فبهم جلستَ هذا المجلس، واتَّقِ اللهَ في أهل الثُّغور، فإنهم حصن المسلمين، واتَّقِ اللهَ فيمن على بابك، لا تغفل عنهم. فقال عبد الملك: أفعلُ إن شاء الله.

ثم قبض عبد الملك على يده وقال: يا أبا محمد، إنَّما سالتَنا حوائجَ الناس، فما حاجتُك أنت؟ قال: ما لي إليك حاجة. ثم قام وخرج، فقال عبد الملك: هذا وأبيك السُّؤْدُد .. وجعلَ يردِّدُها (٢).

[وقال الهيثم:] وقد جرى له مع هشام [بن عبد الملك] مثلُ هذا، وبعث إليه [هشام] بمال، فردَّه وقال: قل لا أسألكم عليه أجرًا، إن أجريَ إلا على ربِّ العالمين (٣).

[وقال عبد الرزاق: أخذ الصلاةَ أهلُ مكة (عن ابن جُرَيج، وأخذها ابنُ جُرَيج) (٤) عن عطاء، وأخذها عطاء عن ابن الزبير، وأخذها ابنُ الزبير عن جدِّه أبي بكر ، وأخذها أبو بكر عن رسول الله ، وأخذها رسول الله عن جبريل .

وقال الإمام الشافعيّ: عطاء سيّد المسلمين] (٥) ورأَتْ أمُّ عمر بن سعيد بن أبي حسين (٦) رسولَ الله في منامها وهو يقول: عطاء سيِّد المسلمين.


(١) هو في "تاريخ دمشق" ٤٧/ ٤٠٧ عن ابن معين، عن أبي حفص الأبَّار، عن ابن أبي ليلى.
(٢) الخبر بنحوه في "تاريخ دمشق" ٤٧/ ٤٠٤ عن الأصمعي.
(٣) المصدر السابق ٤٧/ ٣٨٦ - ٣٨٧. وقوله: قل لا أسألكم عليه أجرًا، من الآية (٩٠) من سورة الأنعام، وقوله: إنْ أجريَ إلا على ربِّ العالمين، من الآية (١٠٩) من سورة الشعراء وأوَّلها: وما أسألكم عليه من أجر.
(٤) قوله: (عن ابن جُرَيج، وأخذها ابن جُريج) من المصادر. ينظر "مسند أحمد" (٧٣)، و"أخبار مكة" (٢٨٢)، و"تاريخ دمشق" ٤٧/ ٣٩٧.
(٥) من قوله: وقال عبد الرزاق … إلى هذا الموضع من (ص). ولم أقف على قول الشافعي المذكور، إنما أورد له ابن عساكر ٤٧/ ٤١٤ قوله فيه: ثقة. وسيرد في الخبر بعده: عطاء سيد المسلمين، فلعلَّ في الكلام وهمًا، وهو من (ص) وحدها كما سلف، والله أعلم.
(٦) في (ب) و (ج): بن جبير، وفي (خ): بن حصن. والمثبت من (ص)، وهو موافق لما في "تاريخ دمشق" ٤٧/ ٤١٥.