للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فكلَّمه فيه عبَّاد بنُ زياد، فأمر أن يُسَيّر إلى دَهْلَك (١) -جزيرة في البحر- فكلَّمه فيه سليمان بنُ عبد الملك وقال: إنَّه ابنُ العمِّ ورجل صالح عابد، فإنْ سيَّرتَه إلى دَهْلَك؛ هلك وتقوم علينا الشناعة، فسيَّره إلى الحِجْر، فأقام حتى هلك الوليد.

فلما قام سليمان ردَّه إلى دمشق، فانتقل إلى الشَّراة (٢).

وحكى أبو مسعود الدمشقيّ (٣) أنَّ الوليد رأى أباه عبدَ الملك في المنام، فقال: لِمَ تُؤذي عليًّا وتظلِمُه؟! واللهِ لَيَسْلُبَنَّكُم مُلكَكُم. فزادَه ذلك بُغضًا.

وكان الوليدُ خبيثًا مبغضًا لآل رسول الله ، وكتبَ إلى الآفاق يُشنِّع على عليّ ويقول: قتلَ أخاه.

وكان أبو مسلم الخُراساني يدَّعي أنَّه ابنُ سَلِيط، ومما عَدَّدَ عليه المنصور لمَّا ظفر به قال: زعمتَ أنَّك ابنُ سَلِيط، فلم ترضَ حتى نسبتَ إلى عبد الله غيرَ ولده، لقد ارْتَقَيتَ مُرْتَقًى صعبًا.

وكان عليُّ بن عبد الله على المدينة في وقعة الحَرَّة، فأحضَرَه مسرف بنُ عقبة (٤)،

وقال له: بايعْ يزيد. فبايعَه (٥).

[واختلفوا في وفاته، فحكى ابنُ سعد على قولين: فقال أبو معشر وغيره:] توفّي سنة سبع عشرة ومئة.

[وقال الواقدي:] سنة (٦) ثمان عشرة ومئة [قال: وكان يصبغ بالسواد (٧).


(١) دَهلك (وزن جعفر): جزيرة في بحر اليمن بينها وبين الحبشة، قال ياقوت الحموي: كان بنو أمية إذا سخطوا على أحد نَفَوْه إليها. معجم البلدان ٢/ ٤٩٢.
(٢) ينظر الخبر بتمامه في "أنساب الأشراف" ٣/ ٨٤ - ٨٦. والشَّراة: صقع بين دمشق والدينة. معجم البلدان ٣/ ٣٣٢.
(٣) كذا في (ب) و (خ) و (د) (والكلام منها). ولعله وهم، فالخبر في "أنساب الأشراف" ٣/ ٨٦، وقد رواه البلاذري فيه عن أبي مسعود الكوفي ابن القتَّات.
(٤) يعني مسلم بن عقبة، سمِّي مسرفًا لإسرافه في القتل يوم الحَرَّة في أهل المدينة.
(٥) من قوله: ودخل عبد الملك بن حريث (قبل خبر سليط) … إلى هذا الموضع، ليس في (ص).
(٦) في (ب) و (خ) و (د): وقيل: سنة … إلخ والمثبت عبارة (ص)، والكلام الواقع بين حاصرتين منها.
(٧) ينظر هذا الكلام عند ابن سعد في "طبقاته" ٧/ ٣٠٨ - ٣٠٩.