للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال خالد: أحسنُ الكلام ما لم يكن بالبدويِّ المُغْرب، ولا بالقرويِّ المُخْدَج، ولكن ما شَرُفَتْ مبانيه، وظَرُفَتْ معانيه، ولذَّ على أفواه القائلين، وحَسُنَ في آذان المستمعين، وازداد حُسنًا على ممرِّ السنين (١).

وقيل لخالد: أيُّ الإخوان أحبُّ إليك؟ فقال: مَنْ سدَّ خَلَلي، وغَفَرَ زَلَلي، وقَبِلَ عِللي، وحقَّق أملي (٢).

وقال: من تزوَّج امرأة فليتزوَّجْ عزيزةً في قومها، ذليلةً في نفسها، أدَّبَها الغنى، وأذلَّها الفقر (٣).

ودخل خالد الحمَّام، وفيه رجل معه ابنُه، فأراد أن يُعرِّف خالدًا ما عنده من البيان والفصاحة، فقال: يابنيّ، ابدأ بيداك ورجلاك. ثم التفتَ إلى خالد وقال: يا خالد، هذا كلامٌ قد ذهبَ أهلُه. فقال خالد: هذا كلامٌ ما خلق اللهُ له أهلًا قطُّ (٤).

وقال: لا تطلبوا الحوائج في غير حينها، ولا تطلبوها من غير أهلِها، ولا تطلبوا ما لستُم له بأهل، فتكونوا للمَنْع أهلًا (٥).

وقال: لا تطلبُوا ما لا تستحقُّون، فإنَّ مَنْ طلبَ ما لا يستحقُّ؛ استوجبَ الحرمان (٦).

وقال: فَوْتُ الحاجة خيرٌ من طلبها من غير أهلها، وأشدُّ من المصيبة سوءُ الخَلَف منها (٧).

وقيل له: إن أقوامًا قد أصابوا أموالًا، فتكلَّموا وعَلَوْا، فقال:

قَدَ انْطَقَتِ الدراهمُ بعد عِيٍّ … أُناسًا طالما كانوا سُكوتا


(١) أنساب الأشراف ١١/ ٣٧١، وتاريخ دمشق ٥/ ٤٦٩.
(٢) بنحوه في "تاريخ دمشق" ٥/ ٤٧٠ و ٤٧١. وقوله: وحقَّق أملي، من (د).
(٣) تاريخ دمشق ٥/ ٤٧١، وبنحوه في "أنساب الأشراف" ١١/ ٣٤٩.
(٤) تاريخ دمشق ٥/ ٤٧١.
(٥) تاريخ دمشق ٥/ ٤٧٥، وبنحوه في "أنساب الأشراف" ١١/ ٣٦٠.
(٦) المصدران السابقان.
(٧) أنساب الأشراف ١١/ ٣٦٣، وبنحوه في "تاريخ دمشق" ٥/ ٤٧٦.