للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب بالتوقيع، إلى نصف نهار الظهر، فيحضر الطعام، فيأكلُ هو والناس إلى الظهر، فإذا أذَّنَ قام إلى الصلاة [فيصلِّي] فإن كانت قائلةٌ قال (١) إلى العصر، ثم يجلس، فيقضي حوائج النَّاس إلى المغرب، وإن لم تكن قائلة لم يَقِل (٢)، ويقضي حوائج النَّاس طول النهار (٣).

[قال الهيثم:] وما كان يأكل التفَّاح؛ لأنه رأى في منامه أنَّه قُدِّم إليه طبق فيه تفَّاح، فأكل منه تسعةَ عشر تفاحةً وبعض الأخرى، فأمر مَنْ يسألُ المُعبِّرين، فقالوا: تملك تسعَ عشرةَ سنة وبعضَ أخرى، فكان يتطيَّر من التفَّاح (٤).

[وحكى الهيثم أَيضًا قال:] قال عقَّال بن شبَّة: دخلتُ على هشام وعليه قَبَاءٌ أخضر فَنَكٌ (٥)، فبعثني إلى خُراسان، وجعل يوصيني وأنا أنظرُ إلى القَبَاء، ففَطِنَ، فقال: ما لك؟! فقلت: رأيتُ عليك قَبَاءً مثل هذا قبل أن تليَ الخلافة، أهو هذا؟ قال: إي واللهِ الذي لا إله إلَّا هو، ما لي سواه، وما لي من هذا المال إلَّا حفظُه لكم، وصونُه عمَّن يأكلُه. قال: فكنتُ إذا دخلتُ عليه رأيتُ رجلًا محشوًّا عقلًا (٦).

المشهور عن طِراز هشام خلافُ ذلك، فإنَّه قيل: إن كسوتَه تُحمل على ماتين كره (٧) من البغال. وقد تقدَّم في هذا الكتاب ما يدل على ذلك.

وكان عطاء هشام في كلِّ سنة مئتي دينار لنفسه (٨).


(١) في (ص): نام.
(٢) في (ص): ينم.
(٣) الخبر بنحوه في "المنتظم" ٧/ ٩٨. وما سلف بين حاصرتين من (ص).
(٤) بنحوه في المصدر السابق ٧/ ٩٧.
(٥) القَبَاء: ثوبٌ يُلبس فوق الثياب أو القميص ويُتمنطق عليه. والفَنَك: أجود أنواع الفَرْو.
(٦) تاريخ الطبري ٧/ ٢٠١ - ٢٠٢، وبنحوه في "أنساب الأشراف" ٧/ ٣٢١ - ٣٢٢.
(٧) كذا في (ب) و (خ) و (د) (والكلام منها). ولعل اللفظ: مئتي كُرَّة. فقد جاء في "المعجم الذهبي" ص ٢٦٥: كُرَّه: مهرة الحمار أو الحصان. وسلف نحو هذا الخبر قريبًا، ولم يرد في (ص).
(٨) أنساب الأشراف ٧/ ٣٢٤ - ٣٢٥، وتاريخ الطبري ٧/ ٢٠٣ وفيهما أن عطاء هشام مئتا دينار ودينار، يأخذهما يعقوب مولاه ويغزو عنه.