للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفد على عمر بن عبد العزيز وعنده رجلٌ يُحدِّثُه، وعُمرُ مقبلٌ عليه بوجهه. قال مقاتل: فلما خرج قلت: يَا أمير المُؤْمنين، مَنْ هذا الذي أقبلتَ عليه بوجهك؟ قال: أرأيتَ؟! قلت: نعم. قال: ذاك الخَضِر (١).

[قال: وكانوا ثلاث إخوة، أو أربعة: مقاتل، والحسن، ويزيد، ومصعب بنو حيَّان].

وكان حيَّان يلي الولايات بخراسان، عظيمَ القدر عند بني أمية، وحضر قتال المهلَّب بن أبي صُفْرة يوم العَقْر (٢).

وكان قتيبة يكتب إلى الحجَّاج، فيشكره ويذكر مواقفه، فكتب إليه الحَجَّاج: يَا أَبا حفص، ما أدري ما حيَّانُك، إلَّا أني أراه مشتملًا لك على غَدْرَة. فكان كما قال، ألَّب [حيَّان] على قتيبة، وأعان عليه حتى قتلوه (٣).

وكان مقاتل ناسكًا فاضلًا، أسلمَ على يده خلقٌ كثير من أهل كابل في أيام أبي مسلم، وكان قد هرب منه، فالتجأ إلى ملك كابُل، وأقام عنده حتَّى مات، فحزن عليه الملك فقيل له: إنه ليس من أهل دينك! فقال: إنه رجل صالح (٤).

حدَّث مقاتل عن سالم، وعطاء، ومجاهد، والحسن البَصْرِيّ، وعكرمة، والضحاك، وقتادة، وأبي بُرْدَة، وعمر بن عبد العزيز، وغيرهم.

وصنَّف التفسير (٥)، وروى عنه الأئمة والزُّهَّاد، كعبد الله بن المبارك، وإبراهيم بن الأدهم، وحفص بن ميسرة، في آخرين.


(١) المصدر السابق. وفي صحة هذا الخبر نظر. فالذي ذهب إليه المحققون من العلماء أنَّه لو كان حيًّا زمن المصطفى للزمه المجيء إليه والإيمان به. ينظر خلاصة الكلام فيه في "عون المعبود" ١١/ ٣٩٢ - ٣٩٣.
(٢) في "تاريخ دمشق" ١٧/ ١١٣: حضر قتال يزيد بن المهلَّب، وهو الصواب. والعَقْر عدة مواضع، منها عقر بابل قرب كربلاء قتل عنده يزيد بن المهلب بن أبي صفرة، وهو المراد هنا. ينظر و"معجم البلدان" ٤/ ١٣٦.
(٣) تاريخ دمشق ١٧/ ١١٣. وقتيبة: هو ابن مسلم.
(٤) المصدر السابق.
(٥) كذا قال، وهو وهم، وصاحب التفسير مقاتل بن سليمان، وهو ضعيف، بينما مقاتل بين حيان ثِقَة، روى له مسلم والأربعة.